الأحد، 3 أبريل 2016

مديرية جهران


الثروات والكنوز الحضارية  والمدن التاريخية في محافظة ذمار
مديرية جهران
ممر الحركة التجارية والبشرية من وإلى إحدى عشرة محافظة

                                إعداد/ محمد محمد عبدالله العرشي
المقدمة:
أخي القارئ الكريم... يسرني أن أقدم لك في هذا المقال على صحيفة الثورة الغراء مديرية جهران، إحدى مديريات محافظة ذمار، والمشهورة بجودة أراضيها الزراعية وشهرة جودة ثروتها الحيوانية، ولا سيما من الأغنام، ومركز هذه المديرية مدينة معبر والتي تعبر منها وإليها معظم الحركة السكانية والتجارية لإحدى عشرة محافظة؛ صنعاء وذمار وإب وتعز ولحج وعدن وعمران وحجة وصعدة والحديدة وريمة....
ولقد عودتك أخي القارئ ولا سيما أبنائي من الشباب أن أقدم لك في كل حلقة من الحلقات التي أحررها في صحيفة الثورة الغراء علماً من أعلام المديرية موضوع الحلقة، وعلمنا اليوم هو المرحوم إبراهيم بن أحمد الكينعي؛ من أعلام القرن الثامن الهجري والقرن الرابع عشر الميلادي، وستجد في سيرته العطرة نموذجاً لا يتكرر في سير معظم أعلام اليمن بل وأعلام العالم الإسلامي.. وستجد في سيرته العالم الصوفي، والعالم الرباني، والعالم التجاري، والعالم الإنسان، العالم الذي جعل القرآن والسنة منهجاً في سلوكه وحركاته وسكناته..
وستجد أخي القارئ الكريم العديد من الحقائق في سلوك العديد من علماء اليمن الأعلام، فالزهد عملاً لا قولاً في سلوكهم، والخوف من الله في تصرفاتهم لا رياء ولا تمثيلاً، كما أن الصوفية في شمال اليمن تمثلت كسلوك في زهدهم لا حركات ولا تمايل وهذا هو إبراهيم بن أحمد الكينعي.. وستجد في هذا المقال موجز عن سيرته.
وعليك بالبحث عن سيرته لتجد أن كلامي هذا حقيقة لا ادعاء، فقد حظي العالم الكينعي باحترام سكان محافظة ذمار وصنعاء وزبيد وعلماء مكة والمدينة...

مديرية جهران
جَهْرَان: بفتح فسكون ففتح. إحدى مديريات محافظة ذمار؛ تقع في محافظة ذمار في الجزء الأوسط والشمالي منها، وإلى الشمال من مدينة ذمار (مركز المحافظة) على مسافة 15كم، يحدها من الشمال مديرية بلاد الروس، ومن الجنوب مديرية عنس، ومن الشرق مديريتا: الحداء ومدينة ذمار، ومن الغرب مديريتا: ضوران آنس والمنار. تبلغ مساحة المديرية 365كم2، ومركز المديرية مدينة معبر.
تضم المديرية 42 قرية تشكل 4 عزل هي: سفل جهران، علو جهران، المدراج، الموسطة.
يبلغ عدد سكان المديرية 87046نسمة، بحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م.
وقد ورد إسم جهران كاسم مدينة في النقوش اليمنية القديمة (هـ ج ر ن/ ج هـ ر ن)، وجهران في عصرنا الحاضر اسم لقاع يقع جنوب العاصمة صنعاء على الطريق منها إلى ذمار.. وجهران حقل واسع يمتد من أسفل نقيل يسلح باتجاه ذمار إلى القرب منها. تبلغ مساحته حوالى 16 ألف هكتار، وتشقه الطريق التي تربط صنعاء بمدينة ذمار، والمار من هذه الطريق يشاهد على جانبي الطريق مئات المزارعين الذين يعملون في زراعة الأرض التي تعتمد على مياه الأمطار والمياه الجوفية، ويعتبر قاع جهران أحد الأودية حيث تأتي مساقطه من جبال يسلح من مرتفعات ضوران الشرقية فيلتقي برصابة أسفل جهران ثم يذهب إلى بني قوس من الحداء حيث تلتقي به أودية زراجة ثم تذهب في الحداء شرقاً فيلتقي بأودية ذمار في الشمال الشرقي من الحداء ثم تنضم إلى وادي مأرب. وأغلب منتوجات حقل جهران: الحبوب بأنواعها والبطاطا والطماطم وبعض الخضروات.
جاء في معجم البلدان أن مخلاف جهران يقرب من صنعاء ويعد في بلاد همدان، وفيه قرى منها ضاف وتفاضل وقرن عسم وقرن تراحب وقرن قباتل، ينسب إلى جهران بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير.  وقال القاضي العلامة المرحوم محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) أن حقل جهران يرتفع  عن سطح البحر سبعة آلاف وسبعمائة قدم تحقيقاً والقدم ثلاثون سنتيمتراً. ومزارع جهران الذرة والشعير والبر وأكثره على ماء المطر. وفيه آبار كثيرة قريبة المياه على نحو ستة أمتار تسقى منها بعض الأراضي بنزع المياه على البقر والجمال.

وتشكل قرى جهران في أعمالها مديرية من مديريات محافظة ذمار، وأهم هذه القرى:
الحلّه: قرية أسفل قاع جهران. عسم: بدون لام التعريف: بلدة وحصن في وسط قاع جهران. شناظب، عيشان: قرية في سِفل جَهران بالشمال الغربي من مدينة ذمار. السنام: بكسر ففتح، قرية في قاع جهران جوار قرية رصابة، إليها ينسب الشيخ علي ناصر السنامي رئيس هيئة الشورى المحلية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ذمار. إفق: بكسر الهمزة وسكون الفاء، قرية في سِفل جهران، بالغرب الشمالي من مدينة ذمار بمسافة 21كم، وهي محل المشائخ (آل الراعي) منهم في عصرنا/ الشيخ يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب، ومن قيادات المؤتمر الشعبي العام. ومما يُذكر عن القرية أن بها حصن أثري قديم يشير الأهالي أن فيه نفق ينفذ إلى أسفل الوادي. بني سبأ، خشران: بفتح فسكون. قرية في قاع جهران، تُنسب إلى ذا حشران بن جهران بن يحصب. تهدمت منازلها في زلزال عام 1982م. ضاف: قرية في علو قاع جهران الواقع شمال مدينة ذمار ومن أعمالها، وهي قرية قديمة ورد ذكرها في بعض كتابات المسند، وكان قد زارها الرحالة الدانمركي (نيبور) عام 1761م وأشار إلى الأطلال والكتابات المحيطة بها، ثم جاء من بعده المستشرق النمساوي سيجفرند لينجر عام 1882م واستنسخ من هناك ثمانية نقوش.  تفاضل: بفتح التاء وضم الضاد، قرية في أعلا قاع جهر، ذكرها الهمداني ضمن قرى قاع جهران وما زالت قائمة إلى اليوم، وهي من المناطق التي تجود أرضها بزراعة الحبوب والبطاطا والطماطم والبصل وغيره. بني قوس، جبل العثماني: قرية أسفل قاع جهران، بالقرب من قرية أفق. جبل صبيح، واسطه: قرية في علو جهران، فيها حصن أثري قديم، وهي بجوار قرية قباتل المنسوبة إلى قُباتل بن جهران بن يحصب. بني فلاح، الكُوله، جبل قريس: بفتح فكسر فسكون، حصن فوق قرية رصابة من أعمال ذمار، يطل على قاع جهران، وهو اليوم أطلال وخرائب وفيه آثار قديمة.
تحتوي المديرية على عدد من المواقع الأثرية وتمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي، أهمها:
- ضاف: تعتبر من أهم المدن الحميرية الواقعة في الأطراف الشمالية لقاع جهران، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي، ومساكن القرية الحالية تحتوي على مجموعة من الأحجار الأثرية وعلى جدران مسجدها القديم يوجد أجمل النقوش المكتوبة بخط المسند.
- رصابة: من القرى الكبيرة في محافظة ذمار، اشتهرت بخصوبة أرضها، وجودة منتجاتها الزراعية، ويحيط بها مجموعة مهمة من المواقع الأثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، اشهرها خرابة شاني. كما تشتهر رصابة بحليبها الطبيعي الطازج (حليب رصابة) والذي ينتج يومياً من أبقار توجد في مزرعة رصابة..
- وادي سربة: يقع هذا الوادي إلى الشمال الغربي من مدينة ذمار بحوالي (15 كم) وهو وادٍ جميل به نبع ماءٍ دائم الجريان، بالإضافة إلى غابة من الأشجار والأحراش، ويُعد أحد المتنفسات الطبيعية التي يقصدها سكان المحافظة في العطلات والمناسبات.
مدينة معبر عاصمة مديرية جهران
معبر هو اسم مشترك تحمله عدة قرى في محافظتي تعز وإب، تقع على الطرق. والأشهر مدينة (مَعْبَر) عاصمة مديرية جهران في محافظة ذمار، والواقعة بالجنوب من صنعاء على مسافة 68كم في وسط قاع جهران الشهير بخصوبة أرضه عليها تشرع طريق صنعاء – تعز. وقيل أنها سميت كذلك لأن الطريق كان يفترق عندها إلى صنعاء شمالاً وإلى عدن جنوباً. فكانت معبراً إلى أكثر من طريق تؤدي إلى أكثر من مدينة. ومعبر منطقة تحيط بها مزارع الحبوب ومختلف أنواع الخضار من البطاطا والطماطم والبصل.
ومعبر؛ بفتح فسكون ففتح. مدينة وسط قاع جهران، تقع بعد منتصف طريق السيارات بين صنعاء ومدينة ذمار، اختطها في القرن الحادي عشر الهجري المؤيد محمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد المتوفى سنة 1097هـ قيل إنها سُميت معبراً، لأن الطريق كان يفترق عندها إلى صنعاء شمالاً، وإلى عدن جنوباً. كما أنها اليوم منطقة تفترق عندها أكثر من طريق، فمنها تشرع طريق: صنعاء – ذمار – إب – تعز. كذلك تمر منها الطريق الحديثة إلى الحديدة عبر جبل الشرق – الحجيله – باجل – الحديدة. وهي اليوم عاصمة مديرية جهران، وقد توسع عمرانها وصارت مدينة كبيرة واسعة الأجراء. ومن أحيائها اليوم: حارة البنوس، بيت رافع، مدرسة الهمداني، الدائري، شارع آنس، الحدا، جامع الخير، المواصلات، شمسان، المجنة، الخزان، المدينة القديمة، وضيح، الوفاء، وغيرها.
ومعبر هجرة من هجر العلم التي كان يقصدها طلبة العلم، وكان قد سكنها إبراهيم بن أحمد الكينعي حيث نشأ وتفقه بها قبل أن ينتقل إلى صنعاء ليصبح من كبار رجال الفقه، ومن العلماء الزُهاد، وفيها مركز علمي لتعليم الناشئة العلوم الشرعية والعربية.
وتقع مدينة معبر شمال مدينة ذمار على بعد (30 كم ) على الطريق الرئيسي بين العاصمة صنعاء ومدينة ذمار، معظم منازل منطقة معبر القديمة مكونة من طابقين قوام بنائها الطين، وهو نمط شائع في الأجزاء الشرقية من قاع جهران، ومن معبر يبدأ الطريق الإسفلتي الذي يربط محافظة ذمار بمحافظة الحديدة عبر مدينة الشرق. ويوجد في مدينة معبر سوق معبر والذي يعتبر أهم وأكبر الأسواق في المديرية والذي يقام يوم الأربعاء من كل أسبوع ويقصده الناس من جميع المناطق لسهولة الوصول إليه.
 وتحتوي مديرية معبر جهران على بعض المواقع الأثرية منها:
- أَفْيـق:بفتح أوله وسكون ثانيه – هي قرية في مديرية معبر جهران قرب ذمار بمسافة  (13كم) وعرفت قديماً في المصادر التاريخية باسم أفيق، وفيها كانت الوقعة بين الإمام"إبراهيم تاج الدين" وجند بني رسول في (القرن السابع الهجري) حيث أسر فيها الإمام وبقي في أسر بني رسول إلى أن توفي سنة (683هجرية)، وفي القرب من قرية أفيق في قاع الديلمي يوجد قبر الإمام "أبي الفتح الديلمي" المتوفى سنة (440هجرية). ويشير المؤرخ الكبير المرحوم أبي الحسن الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" إلى أن مصنعة أفيق للمغيثيين، وفيها أسر الملك المظفر الرسولي الغساني سنة (674هجرية)، ومن المغيثيين الحافظ "عبد الرزاق بن همام الصنعاني المغيثي". ومن أهم معالم أفيق الخرابة: وهي عبارة عن تل صخري في الناحية الشرقية للقرية يبلغ مساحته حوالي (1كم) كان يحيط به سور لا تزال بعض أساسته واضحة في الناحية الغربية كما يحتوي الحصن على بركتين للمياه. وفي الناحية الجنوبية من قرية أفيق في موضع يسمى (الحجفة) يوجد موقع أثري، وهو عبارة عن مرتفع جبلي يحتوي على بقايا أبنية مبنية بأحجار مهندمة ومدافن للحبوب محفورة في الصخر وبرك منقورة في الحبل اتساعها (3م)طولاً، (3م)عرضاً، (3م) عمقاً ويحتوي مسجد أفيق على أحجار منقوشة ربما نقلت من مواقع أثرية قديمة ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام. والمواقع الأثرية في هذه المنطقة حالياً عبارة عن خرائب وأطلا وصخور متناثرة عرضة لعبث سكان القرى المجاورة الذين يستخدمونها في بناء منازلهم الحديثة.
هجر العلم ومعاقله في مديرية جهران
- صنعه: قرية تقع في وادي القضب في الغرب من مدينة ذمار على مسافة 12كم تقريباً. وقد أصابها الزلزال الذي حدث في مدينة ذمار ونواحيها يوم الإثنين 27 صفر 1403هـ الموافق 13 ديسمبر1982م، فدمر أكثر بيوتها، وما بقي منها فإنه لا يصلح للسُّكنى. سكنها الجد الأول للعلماء بني المجاهد، وكان اسمه مجاهداً، فنسبوا إليه، وقد قدم إليها من عزلة بني عيسى من مخلاف بني بخيت من ناحيةا الحدا. ثم انتقل أكثر بني المجاهد من صنعه إلى ذمار، ومنها انتقل بعضهم إلى صنعاء، وبعضهم إلى ذي جبلة، وبعضهم إلى تعز، وبعضهم إلى مدينة إب وإلى غيرها. وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لعدد (46) علماً من أعلامها..
- قبة حثيث: قرية عامرة تقع في الجنوب الغربي من حقل قاع جهران وفي الغرب الشمالي من مدينة ذمار على مسافة 12كم منها. وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لعلمين من أعلامها..
- هجرة معبر: قرية عامرة تقع جنوب بلدة معبر مركز ناحية جهران على مسافة ثلاثة كم تقريباً. وصفها مؤلف (صلة الإخوان) بقوله: "إنها مهاجر الصالحين، ومغرس أهل التقوى واليقين، ولا تزال فيها مدارس العلماء والمتعلمين، وفيها قوم صالحون تقام فيها الجمعة و الجماعة، ومعالم الدين ظاهرة". وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لعلمين من أعلامها؛ أحدهما العالم الزاهد إبراهيم بن أحمد الكينعي:
من أشهر أعلام مديرية جهران المرحوم العلامة الزاهد إبراهيم بن أحمد الكينعي
- إبراهيم بن أحمد بن علي الكينعي: (000-793هـ = 000-1319م): فرضي فقيه، الإمام العلامة الزاهد المشهور، كان محققاً في الفقه والفرائض، مبرزاً في الجبر والمقابلة. وُلد في (الذري) في تاريخ غير معروف، ثم انتقل به أبوه إلى (معبر) وهو صبي فتعلم القرآن الكريم، ثم ارتحل بعد وفاة والده إلى صنعاء، وهو في سن البلوغ فلازم حاتم بن منصور الحملاني وقرأ عليه في الفقه، وقرأ على الشيخ الخضر بن سليمان الهِرش في الفرائض والجبر والمقابلة فبرع في ذلك حتى أقر له أقرانه بتفوقه عليهم، وأخبر عن نفسه أنه يستطيع تقدير ما في البركة الكبيرة من الماء بالأرطال وكان يتكسب بالتجارة مع قنوع وعفاف، واشغال بأنواع العبادات، فجمع مالاً حلالاً عاد به على أهله وإخوانه ومن يقصده بالخير.
وكان يزور إخوانه الزهاد سنوياً إلى هجرهم في ثلأ وحوث وظفار والوشل وهجة عرام، وهجرة حسن سلمان، وهجرة الملاوي، وهجرة أوطان، وهجرة معبر وغيرها بعد أن مال إلى الزهد والتصوف، والانقطاع إلى العبادة والتهجد، وصيام الدهر ما عدا العيدين وأيام التشريق.
له كلام في الحث على الذهد والورع معروفٌ؛ منه قوله: "ليس الزاهد من يملك شيئاً، إنما الزاهد من لا يملك شيئاً" وقال مخاطباً بعض إخوانه: "يا أخي جدِّد السفينة فإن البحر عميق، وأكثر الزاد فإن الطريق بعيد، وأخلص العمل فإن الناقد بصير"، وقوله: "بالفقر والافتقار، والذل والانكسار تحيا قلوب العارفين".
ومن شعره في الزهد قوله:
ببابِكَ عبدٌ واقفٌ مُتَضَرعٌ

مَقِلٌ فقيرٌ سائلٌ متقطعُ

حَزينٌ كئيبٌ من جلالك مُطرِقٌ

ذليلٌ عليه قلبُه متطلعُ

ومنها:
فؤادي محزونٌ، ونومي مشردٌ

ودمعي مَسفوحٌ وقلبي مُرَوَّعُ

ثم جاور في آخر عمره بيت الله الحرام ثلاثة أعوام، ثم عاد، فلما وصل إلى مدينة صعدة مرض، وتوفي فيها صبيحة يوم الأربعاء 27 ربيع الأول 793هـ، وقبر في رأس الميدان في الغرب من مدينة صعدة، وكتب الهادي بنُ إبراهيم الوزير أبياتاً حُفرَت على ضريحه وهي قوله:
يا زائراً لقبرٍ فيه بَهجة الزمن

العابد الصدر نور الشام واليمن

هذا الذي صحب الدنيا بلا شجن

فيها، وكان بدار الخلد ذا شجن

هذا نظير أويس في عبادته

قد كان، والقَرَنُ المشهورُ في قَرَن

وكتب يحيى بن المهدي بن القاسم بن المطهر سيرة حياته في مجلد كبير سماها (صلة الإخوان في حِلية بركة الزمان).
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الموسوعة اليمنية)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (اليمن الكبرى/ حسين بن علي الويسي/ الطبعة الثانية 1991م)، (هجر العلم ومعاقله في اليمن/ للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع/ الطبعة الأولى 1996م/ دار الفكر بدمشق)، (الأعلام قاموس تراجم/ خير الدين الزركلي/ الطبعة السادسة عشرة/ دار العلم للملايين – لبنان)، (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع/للإمام الشوكاني/منشورات محمد علي بيضون/دار الكتب العلمية – بيروت)، (موسوعة الأعلام اليمنيين على الإنترنت)، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م.أحمد غالب عبدالكريم المصباحي...
alarachi2012@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق