السبت، 2 يوليو 2016

تاريخ الجنوب العربي (اليمن شـماله وجنوبه)

إخواني وأعزائي القراء في صحفتي في الفيسبوك وبـريدي الإلكتروني ومدونتي (في جوجل) أحببت أن أقدم لكم هذه الصفحات من كتاب (اليمن.. شـمـاله وجنوبه.. تاريخه وعلاقاته الدولية) للمؤلف اللبناني/ محمود كامل المحامي، الذي ألفه في مطلع سبعينيات القرن الماضـي، أي بعد ثورة السادس والعشـرين من سبتمبر المجيد، وتناول أيضاً ثورة 1962م في شـمال الوطن ضد الإمامة، وثورة 1963م في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني.. فإلى هذه الصفحات:-

إعداد: محمد محمد عبدالله العرشي

تاريخ الجنوب العربي
(اليمن شـماله وجنوبه)
 

والمقصود بالجنوب العربي في هذا الكتاب هي المنطقة الجغرافية الواقعة في جنوب غربي شبه الجزيرة العربية والتي تشمل أراضي حضرموت والمهرة المتاخمة لسلطنة عُمان شرقاً وعدن حتى باب المندب غرباً بامتداد ساحل المحيط الهندي جنوباً، وهو ما يعرف الآن بإسم "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية"، كما تشمل كل أراضي "الجمهورية العربية اليمنية" التي تحدَّها المملكة العربية السعودية من الشمال والشرق ويحدها البحر الأحمر بامتداد الطرف الجنوبي من ساحله الشرقي حتى باب المندب. وهي منطقة جغرافية تبلغ مساحتها نحو مائتين واثنين وأربعين ألفاً من الأميال المربعة ويبلغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة.
وهذه المنطقة الجغرافية العربية التي تضم – الآن – دولتين عربيتين تنتميان إلى عضوية الأمم المتحدة، وإلى عضوية جامعة الدول العربية وهما الجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية اليمن الجنوبية التي تضم أربع دويلات أو وحدات سياسية كانت ترتبط مع المملكة المتحدة بمعاهدات صداقة أو حماية أو مشورة أو بها جميعاً وهي سلطنة القعيطي، وسلطة الكثيري، وسلطنة المهرة في التقسيم الذي كان يطلق عليه اسم "محمية عدن الشرقية"، وسلطنة يافع العليا في التقسيم الذي كان يعرف باسم "محمية عدن الغربية"، كما تضم ما كان يطلق عليه اسم "اتحاد الجنوب العربي" الذي كان حتى أول ديسمبر (كانون الأول) 1967م يتكون من سبع عشرة دويلة أو وحدة سياسية كانت مرتبطة هي الأخرى مع المملكة المتحدة بمعاهدات صداقة أو حماية أو مشورة أو بها جميعاً وهي إمارتا بيحان والضالع، وسلطنات لحج والعوذلي والفضلي ويافع السفلى والعوالق العليا والعوالق السفلى والواحدي والحوشبي، ومشيخات العوالق العليا والعقربي وشعيب والعلوي والمفلحي وجمهورية دثينة، ومستعمرة عدن، وكانت هذه المجموعة من الدويلات أو الوحدات السياسية جزءاً من المنطقة الجغرافية – موضوع هذا الكتاب – منذ فجر التاريخ تجمع بين أهلها وحدة العرق ووحدة اللغة ووحدة الأصل القبلي إلى جانب الوحدة السياسية منذ حوالي القرن العاشر قبل الميلاد. وإن كانت هذه الوحدة السياسية قد امتدت أحياناً فشملت كل هذه المنطقة الجغرافية وتعدتها شرقاً فغطت أجزاء من سلطنة عمان وشمالاً فغطت أخرى من العسير والتخوم التي تقع في جنوب العربية السعودية ثم إنها في بعض العهود شـملت الحجاز وجنوب فلسطين. كما ثبت من بعض النقوش المعينية التي تعود إلى القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد. وتجاوزت البحر الأحمر فضمت منطقة أكسوم بالحبشة في نهاية القرن الخامس أو بدء القرن الرابع قبل الميلاد. بل إن بعض المتوفرين على الدراسات الخاصة بالجنوب العربي يذهبون إلى أن الأحباش ساميون عرب هاجروا إلى أفريقيا، وأن القلم الحبشي القديم الذي يمثل أقدم نماذج الكتابات الحبشية قد استخدم القلم السبئي القديم، أي قلم الجنوب العربي القديم كما تثبت النقوش التي عثر عليها في منطقتي "يها" و"إكسوم" بالحبشة والتي تعود إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
وقد صمدت هذه الوحدة السياسية لعدة غزواتٍ خارجية، فصمدت لغزو الرومان في نهاية القرن الأول قبل الميلاد، وصمدت لغزو مملكة اكسوم الحبشية في القرن الرابع الميلادي، ثم لغزو حبشي آخر في مستهل القرن السادس ولغزو فارس في هذا القرن، ولكن عراقة تاريخ الجنوب العربي وصلابة المقاومة لتلك الموجات المتلاحقة من الغزوات حملتا الأحباش الغزاة على أن يعهدوا إلى رجلٍ حميري، أي من صميم الجنوب العربي، بحكم هذا الجنوب في النصف الأول من القرن السادس، كما حملتا الإمبراطور "جستينيانس" الروماني (527 – 565) على أن يرجو ذلك الحاكم الحميري وهو "السميفع اشوع" أن يقر تعيين شخص معين رئيساً على "مدين" أي "معد" في شمال الجزيرة العربية. مما فسره المتوفرون على دراسات الجنوب العربي بأنه شكلٌ من أشكال خضوع أرض "معد" – وهي تقع في جنوب فلسطين – للوحدة السياسية التي كانت قائمة في الجنوب العربي.
فالجنوب العربي في هذا الكتاب لا يشمل الحدود التي تواضع المؤرخون العرب المسلمون على أن يضعوها لليمن بمدلوله التاريخي. أي أن البحر محيط بأرض اليمن من المشرق إلى الجنوب ثم راجعاً إلى الغرب يفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب خط يأخذ من بحر الهند إلى بحر اليمن عرضاً في البرية من المشرق إلى المغرب.
كما قرر ياقوت الحموي (ت 1229).. "وهذا الجنوب العربي لا يشمل الرقعة الجغرافية لليمن القديمة التي حددها "جليسر Glaser" – المستشرق النمساوي الذي قام بعدة رحلات علمية إلى اليمن ونشر كتابات حميرية قديمة كشف بها عن ملوك التبابعة وملوك الحبشة الذين استولوا على اليمن – بأنها تمتد من عسير إلى المحيط الهندي ومن البحر الأحمر إلى الخليج".
واليمن – في هذا الكتاب – لا تشمل ما قرره الأصمعي (ت 831) من أن "حدها بين عُمان إلى نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشحر حتى يجتاز عُمان فينقطع من بينونة، وبينونة بين عُمان والبحرين، وليست بينونة من اليمن، وقيل: حد اليمن من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعُمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود واليمن تجمع ذلك كله".
كما أن اليمن – بالمعنى الذي كان يقصده المؤرخون العرب – في هذا الكتاب – ليست كما عبر عن ذلك أحد أئمة أولئك المؤرخين توفي عام 956 بالأسلوب الجغرافي المعهود في ذلك الحين: "حده مما يلي مكة إلى الموضع المعروف بطلحة الملك سبع مراحل، ومن صنعاء إلى عدن – وهو آخر عمل اليمن – تسع مراحل، والمرحلة من خمسة فراسخ إلى ستة، والحد الثاني من وادي وحا إلى ما بين مفاوز حضرموت وعُمان عشرون مرحلة، ويلي الوجه الثالث بحر اليمن على ما ذكرناه أنه بحر القلزم – أي البحر الأحمر – والصين والهند. فجميع ذلك عشرون مرحلة في ست عشرة مرحلة".
فهذا الكتاب – لكي تتضح معالمه ويتحدد مداه وحتى لا يتشعب البحث ويتفرق في ضباب الحدود الجغرافية الغامضة التي اعتاد بعض المتوفرين على دراسات الجنوب العربي أن يهيموا في تيهها – لا تشمل ما يطلق عليه اسم "العربية السعيدة Arabia Jelix".. فهو تعبير أطلقه اليونان والرومان على الجنوب العربي يتفق مع الناحية السياسية التي كانت عليها شبه الجزيرة العربية في القرن الأول الميلادي. وكانت "العربية السعيدة" مستقلة في ذلك العهد بخلاف "العربية الصخرية Arabia Petraea" التي وقعت فيما بعد تحت نفوذهم ، و"العربية الصحراوية Arabia Deserta" وهي البادية إلى الفرات. ولم يستطع الباحثون التكهن بالوقت الذي اصطلح فيه على هذا التقسيم، فإن "هيرودوتس Herodotus" (484 – 425 ق.م) لم يذكره ولكن "سترابون Strabon" (63 ق.م – 19م) ذكره ولذلك ذهبوا إلى أن ظهر في الفترة بينهما.. وكانت "العربية السعيدة" – عند اليونان والرومان – تشمل كل ما يقال له شبه جزيرة العرب، وليس لها حدود شمالية ثابتة ويمكن القول بأنها تبدأ عند أكثر كتَّابهم من نقطة على مقربة من مدينة السويس الحالية.

أهمية الكتاب من وجهة النظر "الأثنوجرافية"

وتبدو أهمية كل محاولة لاستكمال الدراسات الخاصة بالجنوب العربي إذا تبينا الغموض الذي يكتنف الآراء "الاثنوجرافية" المختلفة عن العرب، أي الآراء الخاصة بوصف سلالات الجنس العربي وأصولها ومميزاتها وتفرقها، فالمراجع العربية التي تؤرخ للفترة السابقة على ظهور الإسلام بالنسبة للجنوب العربي محدودة وهي تكاد تجمع على الاستناد إلى روايات متناقلة تدور حول ثنائية الأصل العربي. فللعرب عندهم جدان هما "قحطان" و"عدنان". والأول هو الحفيد من الطبقة الرابعة لسام بن نوح. وإلى هذا الجد ينسبون عرب الجنوب، فقحطان هو أبو اليمن كلها وهو أول من تكلم العربية لإعرابه عن المعاني وإبانته عنها. وقد أجمع عقبوا على هذا الاتجاه في التاريخ العربي القديم على أن رواته إنما نقلوا عن النسب الوارد في التوراة. ولم يستطع الباحثون المحدثون أن يؤكدوا أن انتساب عرب الجنوب إلى "قحطان" كان معروفاً في الجاهلية. إذ لم يشر إلى ذلك القرآن الكريم كما أنه لم يرد له ذكر في الكتابات الجاهلية. أما بالنسبة للجد الأكبر الآخر وهو "عدنان" فقد ذهب أولئك الناسبون العرب إلى أن "قحطان" – وهو الحفيد من الطبقة الرابعة لسام بن نوح – أخو "فالغ" الذي يتساوى معه بذلك في نفس طبقة انتسابه إلى سام. وأن "فالغ" هو الجد من الطبقة السادسة العليا لإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. كما أن إسـماعيل هو جد "عدنان" الجد الأعلى للعرب العدنانيين أي عرب الشمال، وعلى ضوء هذه السلسلة في ربط كل من قحطان وعدنان بالأصل المشترك "سام" يتضح أن "قحطان" أقرب إلى سام من "عدنان". ومما لفت النظر عند استعراض هذا الاتجاه في كتب المؤرخين العرب أنه بينما ذكرت التوراة "قحطان" وحددت الطبقة التي تربطه بجده "سام" فإنها لم تشر إلى "عدنان". كما أن أولئك المؤرخين العرب لم يتفقوا على عدد الطبقات التي تربط "عدنان" بجده الأعلى "إسـماعيل". فذهب البعض إلى أنها ثماني طبقات، وروي عن عروة بن الزبير أنه قال "ما وجدنا أحداً يعرف ما بين عدنان وإسـماعيل"، كما روي عن ابن عباس أنه قال "بين عدنان وإسـماعيل ثلاثون أباً لا يعرفون".. وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال "إنـما ننتسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو".
وذهب آخرون إلى أنها تسع وثلاثون طبقة. وهو خلاف لم ينشب بشأن نسب قحطان ولذلك رأى المؤرخون العرب من الحكمة الانتهاء إلى معد بن عدنان ثم الإمساك عما وراء ذلك إلى إسـماعيل بن إبراهيم، وقد استندوا إلى حديث للنبي (صلى الله عليه وسلم) قال فيه: "كذب النسابون" وأمر أن ينسب إلى معد ونهى أن يتجاوز بالنسب إلى ما فوق ذلك لعلمه بما مضى من الاعصار الخالية والأمم الفانية". وقد روى ابن عباس أن النبي قال "كذب النسابون" مرتين أو ثلاثاً عندما بلغ النسب إلى عدنان، آمراً بأن يتوقف الانتساب إلى الجد الأعلى عند معد الذي يجمع النسابون على أنه ابن عدنان. ويلاحظ هنا – على ضوء الآية القرآنية التي نزلت في المدينة مقر الأنصار الذين ينتمون إلى أصل يمني أو عربي جنوبي والتي تصف إبراهيم عليه السلام باسم "أبيكم إبراهيم" في معرض مخاطبتها للعرب – أن المفسرين قد حاولوا التوفيق بين الآية ورأي أصحاب النسب بعدِّ إبراهيم أباً للعرب أجمعين. لأن القحطانيين – كما رأينا – لا يربطون نسبهم بإبراهيم الذي هو الحفيد من الطبقة السادسة لفالغ وإنـما يربطون هذا النسب مباشرةً بقحطان أخي فالغ، وقحطان هو الحفيد من الطبقة الرابعة فقط لسام ورأس فرع آخر من سلالة سام، غير الفرع الذي ينتسب إليه إبراهيم، أي أنهم يربطون هذا النسب بمن هو أقدم عهداً من إبراهيم وهو قحطان لأن إبراهيم هو الحفيد من الطبقة الخامسة لفالغ أخي قحطان.
وقد اهتم المستشرقون بهذا الاتجاه في التاريخ العربي إلى رد أصل العرب إلى جدين، أحدهما جد لعرب جنوب شبه الجزيرة العربية والآخر جد لعرب الشمال. فقد قرر أحدهم في بحثٍ حديث أن عدداً من المشكلات الشديدة بشأن الدراسة "الاثنوجرافية" لشبه الجزيرة العربية لا يزال ينتظر الحل. من هم سكانها الأولون؟ هل نبتوا من الأرض أم قدموا من الخارج؟ وإذا كانوا قد هاجروا إليها من الخارج فما هو موطنهم الأصلي؟ كيف كان المحيط الذي عاشوا فيه؟ وهل يختلف كثيراً عن الجزيرة العربية اليوم؟ ما هي العناصر الدخيلة التي امتزجت بالسكان الأولين على مر الزمن؟ ومن هم أول قوم جديرين باسم العرب ومن أين قدموا؟ وقد استطرد فقرر أنه وإن كان هناك قدر من التقدم في محاولة الإجابة على هذه الأسئلة وما يماثلها إلا أن قدراً أكبر بكثير من الجهد يجب أن يبذل قبل أن تتسم الآراء بسمة الحقيقة التاريخية. فالحاجة ماسة إلى الإضافة إلى ما نعرفه عن طبقات أرض شبه الجزيرة وجغرافيتها وكثيرٍ من المناطق الأثرية التاريخية في حاجة إلى أن تنقب كما أنه من الواجب أن يجري بحث شامل لمختلف طوائف السكان الحاليين وتاريخهم.. ومشكلة التحقق من أصل العرب متشابكة بشكلٍ معقد مع المشكلة الأكبر وهي التحقق من أصل الساميين والموطن الأول للأقوام الذين يتكلمون لغات تنتمي إلى الأسرة التي تنتمي إليها اللغة العربية. ويكفي القول بأن اليمن قد تضم أقل مجموعة عرقية كبيرة تعرضاً للتجريح في أية جهة من جهات العالم وهي المجموعة التي يطلق عليها علماء "الانثروبولوجي" المتوفرون على الدراسات الخاصة بوصف الإنسان اسم "الجنس الأبيض المتوسط". أما بشأن المراجع العربية التي تعرضت لتاريخ العهود السابقة على الإسلام فقد أشار إلى أنه يجب الاحتياط بشأنها وأن يقر في أذهاننا أن معظم المصادر الحالية لم تسجل بعد انقضاء عهد طويل على العهد الذي تؤرخه فحسب ولكنها سجلت أيضاً في الفترة اللاحقة لظهور الإسلام بوسائله الجديدة في النظر إلى ظواهر الحياة مما يفتح باب التساؤل عن مدى الأصالة الكاملة لهذه المصادر. ولما استعرض الفكرة التقليدية العربية بشأن ثنائية الأصل، وهي الفكرة التي تجعل "قحطان" جد العرب العاربة و"عدنان" جد العرب المستعربة، أشار إلى ما قرره فيما بعد المفكر العربي ابن حزم (ت 1064) من أنه ما من أحد على وجه الأرض يمكن أن يثبت على وجه التحقيق انتسابه إلى أصل دون آخر. ومع ذلك فإن الفكرة التقليدية العربية تتجه إلى أن "سبأ" قد قدم من الشمال إلى اليمن رغم أن النسابين العرب يقررون أن سبأ هو جد "قحطان" وأن سبأ هو والد "حمير" و"كهلان" وهما لقبا الفرعين الرئيسيين للعرب الجنوبيين. وقد ظهرت أهمية هذا التأصيل للنسب بين عرب الجنوب وعرب الشمال بعد ظهور الإسلام. فإن شعوب دول الجنوب العربي القديمة التي سوف تكون بين موضوعات هذا الكتاب كالسبئيين والمعينيين وغيرهم عدوا من سلالة حمير وبذلك أصبح التعبير بـ"حمير" تعبيراً شاملاً لحضارة تلك الدول، أما سلالة "كهلان" فقد لعب فريق قليل منهم دوراً هاماً في الفترة اللاحقة لظهور الإسلام بعد أن انتقل موطنهم إلى الشمال ومن بينهم "طي" و"مذحج" و"همدان" و"الأزد". ومن فروع "الأزد" قبيلتا "الأوس" و"الخزرج" القاطنتان في المدينة اللتان اشتهرتا بأنهما من "أنصار" النبي عليه السلام. أما "لخم" و"غسان" و"كندة" وغيرها من القبائل التي تنتسب إلى "كهلان" فكانت قد استقرت – عند أصحاب هذا الرأي – في الشمال قبل ظهور الإسلام. وبذلك فإنه لو وضعت خريطة قبلية للجزيرة العربية في القرن السادس ومستهل القرن السابع لكشفت عن قطعة عجيبة من الجغرافيا البشرية. إذ تضع كثيراً من العرب الذي ينتمون أصلاً إلى الشمال. ولهذا الرأي الذي يذهب إلى أن اللخميين والغساسنة وكندة من عرب الجنوب الذين هاجروا إلى الشمال معارضون. وسوف نعود إلى ذلك في المكان المخصص له طبقاً للتسلسل التاريخي.

---

المصادر والمراجع التي رجع فيها الكتاب: تاريخ العرب قبل الإسلام/ لجواد علي – مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع/ لصفي الدين عبدالمؤمن البغدادي – مختصر معجم البلدان/ لياقوت الحموي – اليمن وحضارة العرب/ لعدنان ترسيسي – مروج الذهب ومعادن الجوهر/ لعلي بن الحسين المسعودي – سيرة النبي (صلعم)/ لمحمد عبدالملك بن هشام – The Encyclopedia of Islam\ Rents.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق