بسم الله الرحمن الرحيم
الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة عدن
الحلقة الأولى
إعداد/محمد محمد عبدالله
العرشي
المقدمة:
أخي القارئ الكريم.
. أعتذر لانقطاعي طوال الفترة الماضية لأسباب يعرفها الجميع ويسرني أن أتواصل معكم بمقالي هذا عن محافظة عدن الحبيبة (ثغر اليمن الباسم) التي اكتب عنها بدموعي لا بقلمي ولا بحبري الذي استبدلته بدمي الذي يقطر حزناً على ما يجري في بلادنا من مشاهد هي غريبة عنا عبر تاريخنا، فنحن لا نعرف الطائفية ولا المناطقية ولا المذهبية ولكنها غرسات شيطانية أراد الشيطان أن ينزغ بين أبناء اليمن كما ورد في كتاب الله الكريم (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) سورة الإسراء آية (53)..
محافظة عدن
هي إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، تقع جنوب البلاد وتطل على خليج عدن و بحر العرب. تقع عدن
جغرافيا في أقصى الطرف الجنوبي الغربي للجمهورية اليمنية، وفلكياً على خط عرض
(12:47 شمالاً) وخط طول (44:75 شرقاً) وتبعد عن صنعاء بمسافة (430 كم)، وتحدها من الشمال
والغرب محافظة لحج والضالع ومن الشرق محافظة أبين ومن الجنوب خليج عدن والبحر العربي..
عاصمتها مدينة عدن.
وقد وردت تسمية عدن في معاجم اللغة بمعاني كثيرة؛ فوردت (عدن) بمعنى الإقامة،
ووردت بمعنى البلد أي سكنها، ووردت بمعنى المكان أي استخرج منها المعدن..
ومعاني أخرى تعطي مفاهيم متشابهه هي (الاقامة مع مايجعل الاستقرار
ممكناً) وتورد
القواميس معنى آخر لعدن (بأنها تعني ساحل البحر).. والمصادر التاريخية العربية حول
تسمية ( عــدن ) كثيرة، ومهما اختلفت الآراء والتفسيرات حول تسمية مدينة عدن الا أن
جميعها متفقة حول عراقتها التاريخية كميناء تجاري هام منذ (بداية الألف الاول قبل الميلاد)
حيث ورد اسمها في الكتب المقدسة (التوراة والانجيل) وكذلك في النقوش المسندية وفي الأسفار.
وعدن من المدن الأثرية المشهورة قديماً وحديثاً، وهي مدينة كانت محاطة
بالجبال، وبها آثار حميرية كثيرة. وقد ذكر المرحوم الهمداني في كتابه (صفة جزيرة
العرب) أن عدن جنوبية تهامية وهي أقدم أسواق العرب وهي ساحل يحيط به جبل لم يكن
فيه طريق فقطع في الجبل باب بزبر الجديد وصار لها طريق إلى البر ودرباً وموردها
ماءٍ يقال له الحيق أحساءٌ في رمل في جانب فلاة إرم وبها ذاتها بؤور ملح وشروب
وسكنها المربون (والحماحميون والملاحيون).. وقد فتح لها ونقب طريقين في بطن الجبل
يشبه نقب بينون (وبينون ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي بأنه حصن عظيم كان باليمن قرب صنعاء،
وقد ذكر القاضي المرحوم محمد الحجري في كتابه "مجموع بلدان اليمن وقبائله"
أن حصن بينون يقع على رأس جبل مستطيل وأن في ذلك الجبل طريق منقورة في وسطه قد
تهدمت وهذا الجبل متوسط بين جبلين تفرق بين كل جبلين أراضي فيها مزارع عرضها نحو
نصف ميل، وبينون تقع الآن في قرية النصرة في مديرية الحدا بمحافظة ذمار)، وكل نقب في جبل عدن طوله نحو مائة وخمسين متراً، ومنها صهاريج الماء، بنيت
بين جبلين، ورصفت بعضها فوق بعض بأحسن ترصيف، وأدق هندسة، وهي قائمة إلى الآن محل
إعجاب الزائرين.
وقال في المستبصر (في كتابه صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز) في أصل ظهور
عدن ما خلاصته: أنه كان من القلزم إلى وراء جبل سقطرة بر واحد متصل لا بحر فيه.
وما كان يظهر من عدن إلا رؤوس الجبال، شبه جزيرة. وأنه لما أطلق ذو القرنين البحر
من جبال باب المندب، وساح ما حول عدن من المياه، وبقيت عدن، نصفها الذي يلي جبل
العر مما يلي صيرة مكشوفاً ومما يلي المياه إلى جبل عمران ناشف. فلما استولت ملوك
الأعاجم على عدن ورأوا ذلك الكشف خافوا على البلاد من يد عالية تحاصره، فحينئذ
فتحوا ما يلي جبل عمران، وأطلقوا البحر فاندفق حتى أغرق من حول عدن من أرض الكشف،
فرجعت عدن جزيرة, ثم لما رأوا التعب في نقل الحمائل، فبنوا قنطرة على سبع قواعد،
فصارت الخلق تسلكه على الدواب، فسمي البحر المستجد بحيرة الأعاجم.
واكتسبت عدن شهرتها وأهميتها التاريخية من شهرة وأهمية موقع مينائها التجاري الذي
يُعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم، من خلال خليج السويس
غرباً إلى رأس الخليج العربي شرقاً، حيث مثل هذا المدخل حلقة وصل بين قارات العالم
القديم مهد حضارة الإنسان، ومن خلال ميناء عدن قام اليمنيون القدماء بدور التاجر والوسيط
التجاري بين إقليم البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا والعكس؛ وبذلك
صارت عدن بمثابة القلب النابض لتنشيط حركة التجارة العالمية قديماً، وتردد ذكرها في
الكتب المقدسة مثل التوراة والمصادر التاريخية الكلاسيكية عند الرومان واليونان القدماء..
وكان السبق في اكتشاف أهمية ميناء عدن هو لمملكة أوسان، فتحكمت في هذا المدخل
والمنفذ واستطاعت بذلك أن تحتكر حركة التجارة البحرية، فامتد نشاطها التجاري حتى وصل
إلى سواحل أفريقيا، وأضحت تشكل بتوسعها خطراً ليس فقط على جارتيها ( مملكة حضرموت
) و ( مملكة قتبان ) وإنما على دولة سبأ أيضاً، فتحالفت جميعها على إيقاف طموح الأوسانيين،
فقام المكرب السبئي (كرب إل وتر وابن ذمار علي) باجتياح الأراضي الأوسانية، وأمعن في
هدم الأسوار وإحراق المدن وسلب الممتلكات في القرن السابع قبل الميلاد كما جــاء فـي
النقش الموسـوم بـ (RES 3945) ، ولم يدم التحالف بين سبأ وقتبان، ودبت الصراعات وتمكنت قتبان من حسمها
لصالحها ولقب ملوكها أنفسهم بـ (ملوك قتبان وكل أولاد عم أوسان، وكحد، ودهسم، وتبنو)،
ومن هذا اللقب يتضح أن كل أراضى أوسان التي إليها وصل الامتداد الحضاري الأوساني طيلة
تلك الفترة..
وقد ورد اسم عدن في النقوش اليمنية القديمة، ولكن بصورة قليلة، فتكاد النقوش اليمنية
القديمة المكتشفة أن تخلو من ذكر عدن، وقد أرجع المختصون في الآثار سبب ندرة ذكر
عدن في النقوش اليمنية القديمة إلى عدم توفر إمكانيات التنقيب الأثري بصورة شاملة،
وضمن خطة متكاملة للكشف عن رموز وأسرار مدينة عدن التاريخية.. وقد أشار المؤرخ المرحوم
عبد الله أحمد محيرز ”1350هـ - 1413هـ/ 1931م – 1991م" (في الأعمال الكاملة
التي تعرض فيها لمعلومات عن العقبة وصهاريج عدن وصيرة)عن وجود أحد النقوش المودعة في
متحف اللوفر (باريس) الذي ذكر عدن مقروناً بالصهاريج، أو نقش المعسال الذي عثر عليه،
وذكر ميناء عدن بالصيغة (ح ي ق ن/ ذ ع د ن م) بمعنى (ميناء عدن)، ويعود تاريخ هذا النقش
إلى عهد ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان (250-274م)، وقد ذكر هذا النقش حادثة تاريخية
مشهورة وهي مطاردة هذا الملك للأحباش في ميناء عَدَن حيث كلف أشهر أقياله في حينه
(حظين أو كن بن معاهر وذي خولان)، بالاتجاه إلى عَدَن يوم أن خشي أن تطوق الميناء قوات
الأحباش وتسيطر عليه، ويقول ذلك القيل كما جاء في النقش: "أنه اتجه إلى الميناء
(عَدَن) هو وشعبه (قبيلته) وقاموا بالدفاع عن الميناء وأمضوا مهمتهم بوفاء، وعندما
أثارتهم إحدى مراكب الأحباش وبرزت للقتال التحموا بها ومزقوهم شمالاً ويميناً حيث وجهوا
إليهم أفضل المقاتلين ليجالدوهم ويوقعون بهم فكان أن غلبوهم وقتلوهم وأنتصروا عليهم
كلهم ومن بقي منهم فقد طوردوا حتى اضطروا إلى دخول البحر البهيم وفيه قتلوا جميعاً
وعاد القيل وشعبه بعد هذه المعركة بما حمله من غنائم من ومواشي"... وما ذكره النقش
عن معركة بحرية ربما الأولى من نوعها التي تصفها النقوش حتى الآن، ويدل خوف الملك ياسر
يهنعم ملك سبأ وذي ريدان على الأهمية الكبيرة التي كان يحتلها ميناء عدن بالنسبة لدولته؛
لذلك كلف أشهر وأقوى أقياله للذود عن المدينة..
أن هذه الخلفية التاريخية لمدينة عدن العريقة تسطر لنا الوقائع اليومية قرب استعادة
هذه المدينة لمكانتها التاريخية كمحور للتجارة الدولية، وميناء حديث يربط الشمال والجنوب
والشرق والغرب. وبعد ظهور الدعوة الإسلامية تحولت عدن من مركز تجاري دوره كدور أسواق
العرب الشهيرة قبل الإسلام إلى أحد المصادر الحضارية الإسلامية في مرحلتها المبكرة
باعتبارها ميناءاً هاماً، وازدياد توسع حركة سوقها التجارية ساعد على سرعة انتشار مبادئ
وقيم الإسلام، وينعكس كل ذلك في بناء المساجد وانتشار المرشدين لتدريس علوم الدين الإسلامي..
عدن في عهد الدول التي حكمت اليمن
كان لعدن أهمية بالغة أولتها كل الدول التي حكمت اليمن، ولا يمكن لأي باحث في
التاريخ أو في الجغرافيا أن يتناسى أو يهمل عدن وأهميتها، وهذا الموضوع يحتاج إلى
مؤلفات فتاريخ عدن مليء بالأحداث التاريخية، ولكننا هنا سنذكر النزر اليسير من
تاريخ عدن خلال حكم الدول الإسلامية:
- دولة بني زياد (204هـ /819م ) – (412هـ / 1021م): وقد
عهدوا إدارة الميناء وحكم ميناء عدن إلى ولاة من بني معن، الذين ينسبون إلى الأبناء
"بقايا الفرس في اليمن"، وبعض المؤرخين ينسبونهم إلى الأمير معن بن زائدة
الشيباني الذي عاصر أواخر الدولة الأموية، وبداية الدولة العباسية، وتوفي (151هـ /
768م)، وتذكر المصادر التاريخية أن الوزير الحسين بن سلامة جدد جامع المنارة وأدخل
إضافات إليه في الجهة الغربية، وهذا الجامع ينسب بناؤه إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز
بن مروان الأموي (61هـ / 681م ) (101هـ - 720م ) ، وقد كان بنو معن يؤدون خراج عَدَن
إلى أمراء الدولة الزيادية..
- دولة بني نجاح (412هـ/1021م ) (554هـ / 1159م): استمر بنو
معن في أداء وظيفتهم كولاة على عَدَن يؤدون الخراج كما كانوا خلال فترة دولة بني زياد.
- دولة الصليحيون (439هـ / 1047م) (532هـ / 1137م): وكذلك استمر
بنو معن كولاة للصليحيين في بداية الأمر حتى انتزعها منهم المكرم الصليحي..
- دولة بنو زريع (470هـ / 1077م) (569هـ / 1173م): قاموا بتنصيب
ولدي المكرم العباس والمسعود على حصني جبل التعكر وجبل الخضراء على التوالي لكل منهم
على أن يؤدوا خــراج عَدَن(مائة ألف دينار) للحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي، حيث
إن الملك علي بن محمد الصليحي جعل الخراج مهراً لها بزواجها من ابنه المكرم أحمد بن
علي الصليحي، وقد انتعشت عَدَن في عهد بنى زريع الذي يُعد من أزهى عصور ازدهارها حيث
نشطت حركة التجارة، وشيد بنو زريع الحصون والدورَ وهم أول من أحاط عَدَن بسور، وقد
اشتغل بنو زريع بحكم عَدَن وما جاورها في أواخر عهد الدولة الصليحية في السنوات الأخيرة
لحكم الحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي، دار صراع بين صاحبي الحصنين آنذاك سبأ بن
أبي السعود وابن عمه علي بن أبي الغارات انتهى بانتصار الأول، وتمكن بعدها بنو زريع
من حكم المناطق المجاورة لعَدَن، وتطور العمران خلال فترة حكم الداعي عمران بن محمد
بن سبأ بن أبي السعود الذي بنى دار المنظر، وكان الازدهار شاملاً في عهده بكافة جوانب
الحياة السياسية والاقتصادية والأدبية حيث ضم بلاطه نخبة من العلماء والفقهاء والأدباء
مثل الشاعر الأديب أبوبكر العدني، والشاعر الأديب المعروف عمارة اليمني، كما قام الداعي
عمران ببناء منبر جامع المنارة، وتواصل بنو زريع مع الدولة الفاطمية في مصر بعد زوال
الدولة الصليحية، وكانوا يؤدون الخراج لها واستمر التواصل معها إلى أن تم القضاء على
الدولة الفاطمية من قبل الأيوبيين..
- الدولة الأيوبية في اليمن (569هـ / 1173م) (625هـ / 1228م):
تمكن توران شاه الأيوبي "شقيق صلاح الدين" من السيطرة على أجزاء من اليمن
منها عَدَن... ونشط ولاة الأيوبيين وخاصة أبا عمرو وعثمان بن علي الزنجبيلي التكريتي،
حيث تم إعادة بناء وتجديد سور عَدَن، كما شيدوا أسوار جبل المنصوري وجبل حقات وسور
الميناء، كما بنى الزنجبيلي الفرضـــة (الميناء)، وبنى الأسواق وتكاثر الناس في عهد
بني أيوب في عَدَن بسبب اتساع نشاط الحياة فيها، كما تم حفر الآبار وشيدت المساجد،
كما ساهم الزنجبيلي - أيضاً - في إعادة وتجديد قلعة صيرة وسورها... بعد ذلك جاء سيف
الإسلام طغتكين بن أيوب "شقيق آخر لصلاح الدين الأيوبي" وشيد بها دار السعادة
مقابل (الفرضة) باتجاه منطقة حقات..
- دولة بني رسول (625هـ /1228م) (857هـ /1453م): استقل عمر بن
علي بن رسول أحد ولاة الأيوبيين بحكم اليمن بعد آخر ملوك الأيوبيين المسعود بن الكامل،
وضرب السكة لنفسه، ودعا للخليفة العباسي مباشرة، وفي عهد بني رسول ازدهرت اليمن قاطبة،
وشهدت انتعاشاً في كافة الميادين وخاصة ما يتعلق بالجانب العلمي، وبناء المدارس وشيد
حكام وملوك بني رسول العديد منها في مدينة تعز (ذي عدينة) وزبيد وعَدَن ومناطق أخرى،
ما يخص عَدَن منها المدرسة المنصورية والتي بناها ولده الملك المظفر يوسف بن عمر بن
علي الرسولي والمدرسة الياقوتية والتي بنتها (جهة الطواشي) اختيار الدين زوج الملك
الظاهر يحيى بن الملك المجاهد الرسولي، وقد تم بناء العديد من القلاع والحصون والآبار،
كما قام الملك الرسولي بتوسعة دار السعادة، ومما يؤسف له أن العديد من تلك المآثر التي
بنيت في عهد بني رسول وخاصة المدارس وغيرها لم تعد قائمة، وتهدمت من جراء ما تعرضت
له عَدَن من الهجمات أو بفعل الصراع الداخلي بين الدويلات القائمة في القرون الماضية
للسيطرة على عَدَن..
- دولة بني طاهر (857هـ /1453م) (945هـ / 1538م): انتعشت عَدَن
في عهد بني طاهر الذين خلفوا بني رسول وكلفوا ولاة لهم على بعض المناطق والمدن ومنها
عَدَن، وقد اهتم بنو طاهر كأسلافهم بني رسول بنشاطات عدة وخاصة ما يتعلق بجانب العمران
والعلم، ومن مآثرهم التوسعات في دار السعادة باتجاه حقات والتي قام بها السلطان عامر
بن طاهر ودار البندر قام ببنائه الشيخ عبد الوهاب بن داود، وفي عهد السلطان صلاح الدين
عامر بن عبد الوهاب أشهر حكام بني طاهر (ويعده بعض المؤرخين من أبرز من حكموا اليمن
عبر العصور)، ومن مآثره في عَدَن بناء صهريج للمياه خارج نطاق صهاريج الطويلة ومد القنوات
بغرض توفير مياه الشرب للمدينة كما أقام بإعمار منشآت أخرى ومساجد وتنسب له بعض المصادر
إعادة بناء جامع المنارة وبنهاية دولة بني طاهر على يد الأتراك العثمانيين عام
(945هـ / 1538م) قاموا ببناء بعض الاستحكامات العسكرية والحصون والقلاع أو تجديدها
نظراً لصراعهم مع البرتغاليين آنذاك..
-
عَدَن
في العصر الحديث: استمرت عدن تحت
سيطرة الأتراك من عام 1538م، وقد نازعتهم أطرافاً محلية لفترات قصيرة السيطرة على عَدَن
لكن الأتراك استعادوا السيطرة عليها بعد قضائهم على الأمير عبد القادر اليافعي الخنفري
حاكم خنفر وأبين عام (1036هـ /1627م)، ثم سيطر عليها الأئمة عام (1055هـ / 1645م) ثم
خضعت لسيطرة السلطنة العبدلية اللحجية ابتداء من (1144هـ /1732م) حتى خضوعها للاحتلال
الإنجليزي عام (1255هـ /1839م)، وقد نمت خلال فترة الاحتلال الإنجليزي بسبب موقعها
الاستراتيجي الهام الواقع كنقطة اتصال بين المستعمرات البريطانية ومركز تموين وانطلاق
للسفن التي تفد من قارة آسيا خاصة الهند والصين إلى إنجلترا وأوروبا.. وفي مطلع الخمسينات
من القرن العشرين مع بدايات تأسيس شركة مصافي عَدَن كانت ترسو في ميناء عَدَن للتزود
بالوقود سنوياً قرابة خمسة آلاف سفينة، وبعد حوالي عشر سنوات من الاحتلال تم الانتقال
من الميناء القديم في صيرة إلى ميناء التواهي في حوالي 1850م، وفي نفس العام تم إعلان
عَدَن كمنطقة حرة، كما تم بناء ميناء آخر حديث في المعلا (معلا دكة) في عام 1855م،
حيث يمتلك هذا الميناء مزايا منها ما يتعلق بحجمه الكبير وقدرته الاستيعابية وقدرته
على استقبال السفن في مختلف مواسم السنة وتجهيز أرصفته الواسعة بالآلات والمعدات الحديثة
مثل الروافع والأحواض العائمة لصيانة السفن، وبذلك باتت موانئ عَدَن من أهم الموانئ
في المنطقة العربية آنذاك..
- خضعت عــدن لسيطرة السلطنة العبدلية اللحجية ابتداءاً من
(1144 هـ ـــ 1732م) حتى خضوعها للاحتلال البريطاني عام (1255هـ) الموافق (1839م) فنمت خلال تلك الفترة
بسبب موقعها الاستراتيجي الهام الواقع كنقطة أتصال بين المستعمرات البريطانية ومركز
تموين وانطلاق للسفن التي تأتي من قارة آسيا خاصة الهند والصين وتتجه إلى اوروبا وانجلترا..
وقد رجعنا إلى
العديد من المراجع عند إعدادنا لهذا المقال ومنها: (نتائج المسح السياحي في الفترة
1996-1999م)، (صفة جزيرة العرب/ للهمداني)، (الموسوعة اليمنية/الطبعة الثانية)،
(صنعاء الحضارة والتاريخ/ من إصدارات جامعة صنعاء في المؤتمر الدول الخامس للحضارة
اليمنية)، (الإكليل/ للهمداني/ من إصدارات وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء/
مطبوعات 2004م)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم
بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (فتح العثمانيين عدن وانتقال التوازن الدولي من البر إلى البحر/ د- محمد عبدالطيف البحراوي/ الطبعة الاولي 1979م/ دار التراث – القاهرة)، (تاريخ ثغر عدن/ أبا محمد
عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد أبي مخرمة، مع نخب من تواريخ ابن المجاور
والجندي والأهدل/ الطبعة الثانية 1407هـ 1986م/ منشورات المدينة -صنعاء، شركة التنوير
للطباعة والنشر – بيروت)، عدن الحضارة والتاريخ "ملخصات الأبحاث"/ جامعة
عدن/ الطبعة الأولى 2007م/ دار جامعة عدن للطباعة والنشر – عدن)، (عدن روضة اليمن/
حسين صالح شهاب/ الطبعة الثانية/ مركز الشرعبي للطباعة والنشر والتوزيع – صنعاء)،
(زهور السوسن في تاريخ عدن اليمن .. دراسة في تاريخ اليمن الإسلامي الوسيط/ أ.د.
محمد كريم إبراهيم الشمري/ الطبعة الأولى 2004م/ دار جامعة عدن للطباعة والنشر –
عدن)، (عدن تحت الحكم البريطاني 1839-1967م/ ر. ج جافن/ ترجمة محمد محسن محمد
العمري/ الطبعة الأولى 2013م/ دار جامعة عدن للطباعة والنشر – عدن)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق