بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني متصفحي صفحتي على الفيس بوك.. يسرني أن أزف إليكم بشرى سارة وهي وصول نسخة
وحيدة من كتاب (برهان البرهان..) من المكتبة العصرية في بيروت، والذي قمت بتحقيقه
منفرداً وعنوانه (برهان البرهان الرائض في الجبر والحساب والخطأين والأقدار
والفرائض) "وتفسير كلمة الرائض أو معناها هو ما كثرت منافعه وفوائده وتعددت
فنون الإعجاز فيه"، والكتاب تأليف الشيخ الإمام العلامة برهان الدين إبراهيم
بن عمر البجلي المولود(854هـ).
وقد تم تأليف الكتاب في عهد الدولة الطاهرية في حياة السلطان عامر بن
عبدالوهاب، والكتاب من (253صفحة)، وهو على غرار كتاب (الشرف الوافي) للعلامة
المقري، وللعلم أن كتاب (برهان البرهان..) الواضحة صورة غلافه الأمامي والخلفي
أدنى هذا يكون تاريخ تأليفه قبل تاريخ تأليف كتاب (الإعلان بنعم الله الواهب
الكريم المنان في العروض والنحو والتصريف والمنطق والتجويد) والذي قمت بتحقيقه مع
زميلي الأستاذ/ علي بن صالح الجمرة، وزميلي الأستاذ/عبدالخالق بن حسين المغربي
والذي طبع في عام 2010م.
وكتاب (برهان البرهان..) قام بمراجعته الأستاذ/ عبدالحميد آل أعوج
سبر، وقام بمراجعة الفوارق بين النسختين (المخطوطتين التي تم الاعتماد عليهما في
تحقيق الكتاب)، وقد قرضه الشاعر الكبير الأستاذ/حسن بن عبدالله الشرفي بقصيدة
عصماء من إبداعاته، وقدم للكتاب الأديب الكبير الأستاذ/ خالد عبدالله الرويشان،
والذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تشجيعي وتحميسي على تحقيقه
والاهتمام بطبعه في بيروت.
وقد وضعت له مقدمة تناولت فيها ترجمة عدد (16)علماً من العلماء
المسلمين المبدعين والذين أبدعوا في الحضارة الإنسانية والإسلامية، وهم: الخليل بن
أحمد الفراهيدي (100-170هـ/718-786م)، جابر بن حيان (101-199هـ/719-815م)، يعقوب
بن إسحاق الكندي (185-260هـ/801-874م)، ابن وحشية النبطي (وفاته بعد 291هـ/914م)،
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (854-932م)، أبو علي الحسن بن الحسن بن
الهيثم (354-430هـ/965-1040م)، أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني
(362-440هـ/973-1048م)، عمر الخيام (1048-1124م)، أبو بكر محمد بن عبدالملك بن
محمد بن محمد بن طفيل الأندلسي (1100-1185م)، ابن رشد (520-595هـ/1126-1198م)، ابن
دنينر (583-627هـ/1187-1229م)، علي بن عدلان النحوي المترجم (583-666هـ/1187-1267م)،
نصر الدين الطوسي (1201-1274م)، ابن النفيس (607-687هـ/1213-1288م)، ابن الدريهم (712-762هـ/1312-1360م)،
ابن خلدون (732-808هـ/1332-1406م).
وقد أضفت إلى ما كنت ذكرته مع زميليا الأستاذ علي صالح الجمرة
والأستاذ عبدالخالق حسين المغربي في كتاب (الإعلان...)من العديد من الأعلام والعلماء
اليمنيين المبدعين من القرن الأول الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري، والإبداع
يتمثل في ثلاثة محاور؛ المحور الأول: الإيمان، المحور الثاني: الحكمة، والمحور
الثالث: العلم، وقد تمثلوا في أربعة وعشرين علماً، هم : أويس القرني، أبو مسلم
الخولاني، الإمام مالك بن أنس الأصبحي الحميري (93-179هـ/715-796م)، أحمد عبدالله
السلمي الوصابي (المتوفي 1122هـ/1710م)، علي بن محسن مرغم الصنعاني (توفي 1200هـ).
ثم ترجمت لكوكبة من الأعلام والمبدعين اليمنيين المعاصرين، وهم: إبراهيم
بن إسماعيل الظفاري (ولد حوالى 1300هـ): أحد العباقرة اليمنيين في القرن الثالث
عشر الهجري من أبناء مدينة صعدة وقد اخترع العديد من الاختراعات أيام الحرب
العالمية الأولى وقد اخترع الفناجين الصينية المشهورة التي كانت تستورد من الخارج
من مواد بحث عنها في الجبال وعندما انعدمت إبر الخياطة في أيام الحرب العالمية
الأولى صنع إبراً من الحديد واخترع آلة لرفع الماء من الآبار وغيرها كثير من
الاختراعات، علي أحمد باكثير نبغ في العديد من العلوم مثل المسرح والملاحم
الإسلامية والشعر، الدكتور محمد عبدالقادر أحمد بافقيه (1347-1423هـ/1928-2002م)
نبغ في تاريخ اليمن القديم وله العديد من المؤلفات المشهورة عند علماء الآثار في
العالم، القاضي العلامة يحيى بن يحيى بن يحيى العنسي (ولد1367هـ/1928م) هو بحق
فقيه البيئة الزراعية وقد ألف العديد من العلوم في الفلك والمعالم الزراعية
والمواقيت الزراعية في اليمن وقد لفت نظر المراكز الأوروبية والأمريكية وطبعوا له
العديد من مؤلفاته، القاضي علي أحمد محمد أبو الرجال (ولد 1325هـ/1933م) هو رائد
التوثيق وحافظ ذاكرة اليمن، الأستاذ خالد
عبدالله الرويشان (ولد1383هـ/1963م) قام بنهضة ثقافية نوعية أثناء توليه وزارة
الثقافة فكانت صنعاء عاصمة اليمن الواحد اشعاع بهائه، الدكتور خالد نشوان
(ولد1970م) حصل على العديد من الجوائز والميداليات من فرنسا وكوريا ورومانيا
والجامعة العربية واليمن وهو طبيب عالمي مخترع وطبيب اعتبرته المجر أمير أدبائها، المهندس
محمد علي العفيفي (ولد1949م) اخترع ثلاثة عشر جهازاً وسمي باديسون اليمن، عبدالله
عبدالكريم فارس (ولد1963م) اخترع مجموعة الخطوط العربية المستخدمة في برامج
الكمبيوتر التي هي الآن أكثر انتشاراً في عالم الكمبيوتر ومخترع محرك البحث الصوتي
متعدد اللغات، إسماعيل عبدالجبار إسماعيل الضبيبي (ولد 1985م) مخترع منشار قطع
وتشكيل الاحجار والمعادن بمختلف الأحجام، صالح أحمد الهذيلي ابتكر محول كهربائي
يستطيع أن يعطي أي قيمة للجهد الكهربائي المطلوب منه دون الحاجة إلى إعادة لفه
ويتم التحكم به بمجرد الضغط على مفتاحين أحدهما لزيادة التيار والآخر لتقليله،
هاني باجعاله رئيس فرع اتحاد المخترعين اليمنيين بحضرموت اخترع جهاز يساعد على
الكشف المبكر للأمراض الوبائية، فهد باعشن صاحب اختراع يساعد على منع التدخين في
الأماكن العامة، الدكتورة مناهل عبدالرحمن ثابت أصغر امراءة في العالم تحصل على
دكتوراة في الهندسة المالية وعمرها 25سنة وهي صاحبة نظرية معادلات يمكن من خلالها
قياس المسافات بين نقطة وأخرى في الكون وبين الكواكب دون الحاجة لنظرية سرعة الضوء،
سمير سيف حنوني حصل على ميدالية (وايبو) الذهبية أكبر جائزة عالمية تمنح في مجال
الاختراع واخترع نموذج جديد من المضخات المشتخدمة في محطات الصرف الصحي المعروفة
باسم المخضات العائمة، محسن جبران أحمد اخترع مكبس آلي لإنتاج منتجات اسمنتية بضغط
الهيدروليك حصل به على المرتبة الأولى في مسابقة جائزة خادم الحرمين الشريفين،
سامح محمد محمد الوظاف (ولد 1981م) عضو مؤسس باتحاد المخترعين اليمنيين، اختراعه
كان بتوليد الكهرباء من طاقة بديلة صديقة للبيئة لا تخلف عوادم وغازات مضرة
بالبيئة ومصدر التولية رخيص الثمن.
ثم وضعت ترجمة للمؤلف وقد وضعها هو عن نفسه وجدناها في كتابه (كشف
الأسرار والغوامض..)، وأشار إلى نسبه، وقال أن نسبه يرجع إلى الفقيه شمس الدين علي
بن إبراهيم بن محمد بن حسن البجلي، وأشار إلى أنه ولد بمدينة أبيات حسين، وأشار
إليها بأنها المدينة المعروفة بأبيات حسين، وقد ولد في شهر رجب عام 854هـ، وانتقل
منها إلى بيت الفقيه ثم انتقل إلى قرية بيت غراب، ثم انتقل أخيراً إلى زبيد، وأشار
إلى مشائخه ومنهم زين الدين أحمد عبداللطيف الشرجي، وكمال الدين موسى بن أحمد
الملشكش، وغيرهم..
وقد أشار الباحث الأستاذ عبده علي هارون أنه توفي بعد 921هـ، ومن
آثاره: مفيد الحساب، كشف الأسرار والغوامض في علم الفرائض، البرهان الرائض في
الجبر والحساب والخطأين والأقدار المتناسبة والفرائض.
ثم وضعت عنواناً عن كتاب برهان البرهان والأجواء العلمية التي
أنتجته، ذكرت تحت هذا العنوان أن الكتاب أنتج في عصر الدولة الطاهرية، وبالذات في
عهد السلطان عامر بن عبدالوهاب، حيث أشار الإمام الشوكاني في كتابه البدر الطالع
إلى السلطان عامر بن عبدالوهاب بقوله: (كان يحب العلماء ويكرمهم ويحب الكتب حتى
اهتم بتحصيل فتح الباري ولم يكن إذ ذاك باليمن وكذلك كتاب الخادم للزركشي).
ثم ذكرت مراحل تحقيقي للكتاب ابتداءً بطباعة أول صفحة من المخطوطة
وإجراء التعديلات والتصحيحات عليها حتى تم ضبطها، ثم طباعة الصفحات الباقية، تلاها
وضع آلية للتحقيق تكونت من التالي: (ضبط النص، البحث عن نسخ أخرى من المخطوطة،
توصيف نسخ المخطوطة، مقارنة المخطوطتين وإثبات الفوارق بينهما، تنزيل الأعمدة
الرأسية بشكل أفقي أسفل كل صفحة وكلاً بلونه، ثم جمع كل لون على حده ثم أضيفت بعد
الكتاب وسميت الترجيعات، ثم تم البحث عن ترجمة للمؤلف، ثم إعداد مقدمة الكتاب،
إعداد تقديم للكتاب قام به الأستاذ خالد عبدالله الرويشان تحت مسمى (إضاءة)، ثم
قام الشاعر الكبير بتقريض الكتاب بقصيدة عصماء، وفي الأخير عمل الفهارس للكتاب.
اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على مخطوطتين الأولى بخط المؤلف ورمزت
لها بالحرف (أ) والثانية ونسخة منقولة من النسخة الأم بخط ناسخ آخر ورمزت لها
بالحرف (ب). ثم وصفت كل مخطوطة على حدة..
ثم وضعت صور للمخطوطتين فاخترت أربع صفحات من كل مخطوطة.. من باب الاطلاع
على الشكل لكل نسخة من المخطوطتين..
في الأخير ارجو أن تكونوا قد أخذتم فكرة جيدة عن هذا الكتاب.. الذي يعتبر
قمة في الاختراع والابتكار بطريقة كتابة محتواه..
أرجو أن ينال اعجابكم، وإن شاء الله سيكون قريباً في المكتبات
لتتمكنوا من الاطلاع عليه وقراءته، وتفتخرون بإبداع اليمني عبر العصور.
وفق الله الجميع
هل يمكنكم توفير نسخة منه إلكترونيا او هي موجودة
ردحذف