الاثنين، 6 يونيو 2016

إسرائيل المزعومة أدولة هي أم كلب صيد؟؟

إسرائيل المزعومة
أدولة هي أم كلب صيد؟؟

إعداد الأستاذ/ محمد محمد عبدالله العرشي
المقدمة:
أخي القارئ الكريم... يسرني في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء أن يكون مقالي عن سرطان هذا العصر الموجود في جسد أمتنا العربية، والذي زرعته القوى الاستعمارية الغربية في زمن تفرق وشتات الدولة العربية، وظل هذا الداء والسرطان ينخر وينخر في وطننا العربي بمختلف دوله وأقطاره..
وقد شدني مقالٌ للقاضي المرحوم أحمد محمد مُداعس تحت عنوان (إسرائيل المزعومة.. أدولةٌ هي أم كلب صيد؟؟) كنت قد نشرته في كتابي (من بواكير حركة التنوير في اليمن.. المجموعة الأدبية والصحفية للقاضي أحمد محمد مُداعس)والذي شارك في إعداد بعض مواضيع القاضي العلامة/ محمد بن إسماعيل العمراني – أطال الله عمره.. هذا المقال من المقالات التي كتبها القاضي أحمد في منتصف الخمسينات من القرن الماضي ولم أجده عند إعدادي وتحقيقي لكتاب (من بواكير حركة التنوير في اليمن) في المقالات الصحفية التي نشرت قبل الثورة أو من بين المجموعة التي قام بمراجعتها القاضي محمد إسماعيل العمراني أو في المقالات التي أذيعت في إذاعة صنعاء وإنما وجدناه من بين الأوراق الخاصة بالقاضي أحمد مُداعس. ولا شك أن هذا المقال قد لخص شرعية وكيان دولة إسرائيل في عنوان المقال حيث شبهها بكلب صيد، ومن خلال تتبع ما قامت به دولة إسرائيل منذ قيامها في عام 1948م إلى الآن في قلب العالم العربي وفلسطين المحتلة، ستجد أنها تقوم نيابة عن التحالف الأوروبي الأمريكي والذي يتمثل في كل من بريطانيا وفرنسا وأمريكا والعديد من الدول الأوروبية المتحالفة مع أمريكا وإسرائيل في تحقيق العديد من المهام الاستراتيجية والتي تتمثل بما يلي:
1. الحيلولة دون تحقيق الوحدة العربية.
2. تكريس التخلف والفقر في الدول العربية من خلال خلق الصـراعات والتمردات للحيلولة دون استكمال مهام التنمية وتحقيق الديمقراطية.
3. إستنزاف الثروات العربية والعمل على إنفاقها على التسليح، والعمل على بذر الشقاق والخلاف بين الأنظمة العربية.
4. مساعدة أمريكا وبريطانيا في تنفيذ مخططاتهما في المنطقة العربية، ولا يخفى على القارئ الكريم ما قامت به إسرائيل من أعمال إستراتيجية في مساعدة الحلفاء في حصار العراق والمساعدة في إحتلاله.
5. ما قامت به إسرائيل في النصف الأخير من عام 2006م من الإعتداء على لبنان وضرب كل مقوماته الإقتصادية وتخريب مدنه وقراه وقتل أطفاله وشيوخه وبدعم مباشر وواضح وفعلي من أمريكا وبريطانيا.
6. إصطفاف بريطانيا مع أمريكا بصورة مباشرة ومكشوفة وإعلانهما تأييدهما لإسرائيل في حرب لبنان والحيلولة دون صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار على لبنان، أليس هذا يؤكد ما ذهب إليه الأديب القاضي العلامة أحمد محمد مُداعس في هذا المقال قبل خمسين عاماً.
كلب صيد يوجهه الصياد على الفريسة المطلوبة
بدأ أديبنا وقاضينا المرحوم/ أحمد محمد مداعس مقاله بأسطر تكتب بماء الذهب، فقد ذهب إلى أنه من الإستحالة بمكان أن يكون في الوطن العربي أي سلامٍ أو أمنٍ أو استقرار ما دام هنالك وجود كيان مشهور بكل الصفات اللأخلاقية التي يشتهر بها علناً أمام العالم وهي ما تفقده أي شرعية مزعومة تمنحه إياها الدول الإستعمارية، فيقول: "من العسير بل من المستحيل أن تلوح بارقة من أملٍ لاستقرار الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط مادام هناك شيء واحد يهدد الأمن وينسف السلام في المنطقة بوجوده اللاشرعي وهو ما يُسمى في عالم المنكرات بـ (إسرائيل) ذلك لأن اليهود وقد عُرفوا بمكرهم وخداعهم الطبيعي لم ينسجموا أو لم يلتئموا حتى مع أنبيائهم وكتبهم المنزلة. كيف وقد غلبت على طباعهم الشريرة نزعة العقوق والتمرد وطبعت نفوسهم السوداء بطابع الحقد والرذيلة؟؟ إن هؤلاء القوم في كل زمان ومكان لا يمكن القول بأنهم من النوع الإنساني البشري الصالح للبقاء والاستمرار كدولة ذات سيادة لها كيانٌ ولها عواملٌ ومقومات تكفل لها البقاء المتطلب لإثبات الدول. لماذا؟ لأن (عناصر التكوين الدولي) مفقودة تماماً في إسرائيل فالأخلاق مثلاً وهي أهم مقومات الأمم في تدعيم كيانها ووجودها، الأخلاق تكاد لا تحتل من النفسية اليهودية إلا ما تحتله خانة الصفر من جهة اليسار، والدليل على هذا بارز وواضح كل الوضوح، ولنتناول أولاً النفسية اليهودية بالدرس والتحليل من جهة (الإيمان) فإسرائيل لا يجد الإيمان إلى قلوب أبنائها سبيلاً، ولا أقول هذا تجنياً على إسرائيل ولا إفتراءً عليها، فالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي نسمعه كل يوم وتتردد أصداؤه في كل أرجاء الدنيا لا من إذاعات العالم العربي والإسلامي فحسب، بل من إذاعة إسرائيل نفسها، هذا الكتاب المبين يقول ويالروعة ما يقول ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ "آية 78 سورة المائدة"، وقوله تعالى﴿فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾ "آية 89 سورة البقرة"، فكلمة (كفروا) المتكررة في الآيتين الكريمتين وفي غيرهما من الآيات تصرحان بأن النفسية اليهودية غير قابلة للإيمان، والمنطق يقول أن عدو المؤمن عديم الإيمان وهذا هو ما تشير إليه الآية الكريمة ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.."
إسرائيل أخلاقياً
وفي سياق مقال القاضي المرحوم أحمد محمد مداعس، ومن أجل تعرية إسرائيل وتوضيح إنعدام الأخلاق في مكوناتها ومجتمعاتها، تطرق إلى الجانب الأخلاقي لها عبر التاريخ، فقال: "ثم لنتناول النفسية اليهودية من ناحية أخرى من نواحي الأخلاق (الوفاء بالعهد) فأعمال اليهود التي نتصفحها عبر التاريخ وتصرفاتهم الشاذة الرعناء مع سائر الأمم مليئة بالخيانة والمكر ونقض المواثيق، وما مواقفهم الشهيرة مع موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا صورة واضحة لمواقفهم النكراء مع جميع الناس في كل زمان ومكان، مرة ثانية إلى القران الكريم ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ آية 13 سورة المائدة، ولنفحص الآن النفسية اليهودية من ناحية ( التجرد عن الأنانية ونكران الذات) وهما عاملان من أهم عوامل الأخلاق فاليهود يدعون زوراً وبهتاناً أنهم فوق سائر الأمم رفعةً وامتيازاً وأنهم (شعب الله المختار) وإلى هذه النزعة الإنسانية المقيتة تشير الآية الكريمة بقوله تعالى ﴿وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ﴾ آية 18 سورة المائدة، ثم لنأت إلى هذه النفسية الشريرة ندرسها من ناحية (الشجاعة والإقدام) وهاتان الصفتان في مقدمة الأخلاق الحميدة إذا ما استخدمتا في سبيل الحق، وليس أدق تعبيراً وأصدق تمثيلاً لهذه النفس المليئة بالذل والخور من قوله تعالى﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ﴾ آية 61 سورة البقرة، وأخيراً وليس أخراً لنسلط الأضواء على النفسية اللأخلاقية من ناحية الانقياد والطاعة وعدم التردد والإحجام وهذه صفات كلها من أنبل صفات الأخلاق، فاليهود بتمردهم وعقوقهم وإحجامهم وترددهم أشهر من نار على علم في هذا المجال، وما حوارهم مع موسى عليه السلام وعدم إنصياعهم للأوامر حتى ولو نزلت هذه الأوامر من السماء بصورة ناصعة لهذه النفسية الشريرة ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ آية 21 سورة المائدة، ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾ آية 22 سورة المائدة، ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ آية 24 سورة المائدة، صدق الله العظيم."
ثم يوجه المرحوم القاضي الخطاب إلى العرب والمسلمين بعد أن سرد كل الحقائق السابقة المثبتة بما ذكر في كتاب الله الكريم (القرآن الكريم)، وكذا بالأحداث التاريخية المؤيدة لذلك، فيقول: "بل أيها العربي والمسلم الصحيح هل يمكن أن تقوم لشخصٍ ما قائمة إذا ما أصيب بشيءٍ من بعض هذه الصفات الدنيئة؟ فما بالك بأمة بأسرها حشرت فيها كل هذه الصفات فهل يجوز القول بإمكان وجود عناصر (التكوين الدولي) في أمة هذا شأنها، وهذا شاعر الأخلاق العربي يقول:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

"من قصيدة للشاعر الكبير/أحمد شوقي"
ألم تجزم معي بأن إسرائيل ليست إلا كلب صيد في يد الاستعمار، وإسرائيل ذاهبة لا محالة وخاصة إذا ما أضيفت إلى مخازيها مأساة مليون لاجئ عربي أخرجتهم إسرائيل من ديارهم لا بحولها ولا بقوتها ولكن بقوة الباطل الذي سلطه الاستعمار وشهره في وجه الأمة العربية؟؟ ولك أن تقول يا أخي ( ولكن الواقع أن إسرائيل كائنة فعلاً في أرض فلسطين العربية ) وجوابي عليك بل جواب الحقيقة هو أن وجود هذه العصابة المغتصبة ما كان إلا نتيجة عوامل شريرة وظروف قاسية تكاتفت فيها قوى الاستعمار مع الرجعية العربية ومع تفكك العرب واختلافهم ونزاعاتهم المتفاقمة في الماضي البغيض بسبب رضوخ بعض الرؤساء والملوك العرب لسلطة الاستعمار انذاك فكونت هذه العوامل وتلك الظروف عواصف هوجاء وزوابع قائمة على أرض فلسطين العربية وحملت في طياتها من قمامات الأرض وميكروباتها ما يسمونه في دنيا الأباطيل(إسرائيل) ولكن وللباطل صولة ثم يضمحل، ومهما حرض الاستعمار ومن يدورون في فلكه على تبني إسرائيل وتدعيمها لإحباط المد التحرري العربي ومهما ظهرت إسرائيل بمظهر القوة والعظمة المصطنعة ومهما تشدقت إسرائيل بهذه القوة والمنعة وتدفق عليها من سيل الأسلحة الفتاكة على اختلاف أنواعها فإن اليد التي تحمل هذا السلاح لا تصلح لاستعمال السلاح بدليل ما أسلفنا من الحجج الناصعة التي تثبت أن الجنس اليهودي الذي ضربت عليه الذلة والمسكنة والذي بآء بغضب من الله ورسوله وحلت عليه اللعنة إلى يوم القيامة لا يصلح إلا أن يكون ضحية للسلاح لا ليحمل السلاح، هذا إذا ما دعمنا ذلك بدليل أوضح وعامل أقوى ألا وهو تكاتف العرب وتجمعهم ونبذ الخلافات والحزازات والأحقاد والمطامع فيما بينهم خاصة في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الكفاح العربي ويواجه الطعنات من داخل البلاد العربية وخارجها، وهذا مابَدَأَ ولله الحمد يلوح سناه في الأفق البعيد الذي يعيش على ربوعه مائة مليون عربي من المحيط إلى الخليج بعد قيام الثورات التحررية المتوالية في كثير من أجزاء العالم العربي فلنتكاتف ولنتضامن ولنطهر صفوفنا من أدران العملاء الخونة ثم لننتظر الغد الموعود مع إسرائيل وأنصار إسرائيل وإن غداً لناظره قريب."
تلاحظ أخي القارئ الكريم أن المرحوم القاضي أحمد محمد مداعس قد أنهى مقاله المكتوب في خمسينيات القرن العشرين، أنهاه بالتفاؤل والجزم أن دول الإستعمار الغربي ومعها كلب الصيد إسرائيل ومهما تعاظمت قوتها وسلاحها، فإن الوعي العربي الموحد قادر على التغلب عليها بل والقضاء عليها إلى غير رجعة.
والمطلع والمعايش لأوضاع دولنا العربية اليوم، يلاحظ بل ويتأكد أن التاريخ يعيد نفسه بأحداثه، فمخططات تقسيم العرب والمسلمين وإضعافهم، ولكن بطرق أخرى يكون فيها السبب والمتضرر هو المواطن العربي والوطن العربي لا غير، وقد أثبتت الأيام أن مخابرات الدول الغربية أمريكا وحلفاءها هم من يديرون أعمال تخريب وتفكيك الدول العربية، فبدأوها في العراق ثم مصر ثم سوريا ولبنان، وهاهم اليوم في بلدنا الغالي اليمن.. فتهجرت الملايين من سوريا والعراق وليبيا، وغيرها من الدول العربية.. ولا يخفى تدخل إسرائيل العسكري في سوريا علناً، وفي دول أخرى لم تعلن عنها بعد. فاليقظة اليقظة أيها الأخوان العرب والمسلمون فإن الأعداء متربصون بنا الدوائر.
alarachi2012@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق