الأحد، 4 سبتمبر 2016

مديرية بلاد الطعام

بسم الله الرحمن الرحيم

الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة ريمة

مديرية بلاد الطعاماليمن موحدٌ بطبيعته الجغرافية وتضاريسه

إعداد/ محمد محمد عبدالله العرشي
المقدمة:
أخي القارئ الكريم... يسرني أن أقدم لك في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء، الثروات والكنوز الحضارية في محافظة ريمة الحلقة الثالثة (مديرية بلاد الطعام)، والتي تشتهر بزراعة الطعام من الذرة بأنواعها المختلفة، وبما أن الأمن الغذائي كان الهاجس الأول للمجتمع اليمني؛ فإن محافظة ريمة قد اشتهرت بكثرة مزروعاتها ومحاصيلها الزراعية من الذرة والبن والفواكه مثل المانجو والموز وغيرها..
ومن هنا أخي القارئ الكريم فإن مديرية بلاد الطعام تشكل ترابطاً جغرافياً بين كلٍ من محافظة صنعاء ومحافظة الحديدة، وتكاد ثرواتها وخيراتها وكنوزها الحضارية تشكل لوحة واحدة تقول أن اليمن واحد بطبيعته، إضافةً إلى ترابط محافظة الحديدة مع محافظة تعز مع محافظة عدن، ويكاد سكانها ينطقون بصوتٍ عالٍ لن يفرقنا أي عدوان، ونقول للعالم اقراءوا التاريخ وسيقول لكم أن اليمن موحد بجباله ووديانه، حتى أن مسميات قراه وعزله نجدها مكررة في الغالب في كل محافظات اليمن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، كما أن التركيبة السكانية بين جميع اليمنيين واحدة من قبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر حتى وإن امتزجت ببعض الجنسيات الأجنبية في المجتمع فإنها تذوب وتتماهى في هذا المجتمع اليمني الواحد..
وقد عودتك أخي القارئ الكريم أن أعطيك ترجمة عن شخصية علمية أو أدبية أو فقهية من أعلام المديرية، وعلمنا اليوم هو الفقيه أبوبكر بن عبدالله الريمي، المتوفى عام (680هـ/ 218م)..والهدف من ذلك ليستطيع القراء ولاسيما أبنائي من الشباب أن يتعرفوا على الكثير من الهامات العلمية والفكرية من أعلام اليمن على مر العصور..
مديرية بلاد الطعام
إحدى مديريات محافظة ريمة، تقع في الشمال الغربي من محافظة ريمة. يحدها من الشمال محافظة صنعاء (مديرية مناخة)، ومحافظة الحديدة (مديريتا: الحجيلة وبرع)، ومن الجنوب مديرية الجبين، ومن الشرق مديرية السلفية وكذلك مديريتا: الحيمة الخارجية ومناخة محافظة صنعاء، ومن الغرب مديريتا السخنة وبرع محافظة الحديدة. ومركز المديرية هي مدينة المغربة.
تبلغ مساحة المديرية (422كم2). وبلغ عدد سكان مديرية بلاد الطعام (31.029)نسمة حسب التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م.
ويقال أنها سميت بهذه التسمية لكثرة زراعة أراضيها للذرة الحمراء والبيضاء، والتي يطلق على هذا النوعين من الذرة في ريمة لدى المزارعين اسم (الطعام الحمراء) و (الطعام البيضاء)، والمديرية مشهورة بكثرة زراعة هذا النوع من الحبوب.
تتكون مديرية بلاد الطعام من (82)قرية تشكل (14)عزلة هي:  (بني أعسر، بني حسن، بني خولي، بني شرعب، بني عبدالكريم، بني عمر، بني نديب، بني وقير، التالفة، جداجد، ذرحان، العر، العساكرة، المسخن)، نورد بعض المعلومات عن هذه العزل:
- بني أعسر: مركز  إداري من مديرية بلاد الطعام في ريمة، من قره: الدنفه، المقرن، الشرف وغيرها.  تقع العزلة في (وسط الجهة الشرقية) من المديرية ويحدها عزلة جداجد شرقاً، ومديرية الجبين جنوباً، وعزلتا بني عبدالكريم وبني عمر غربا وعزلة بني خولي شمالاً).
- بني حسن: تقع في (الجنوب الغربي) من المديرية، تحدها عزلة ذرحان من الشرق وعزلة بني بالحوت "مديرية الجبين" من الجنوب الشرقي، وعزلة الحديدية "مديرية الجبين" من الجنوب، ومديرية السخنة "محافظة الحديدة" من الغرب، وعزلة العساكرة من الشمال الغربي، وعزلة بني وقيد من الشمال الشرقي).
- بني خولي: بضم الخاء؛ بطن من حمير، به سُميت مزارع وجبال في ريمة والعدين. وعزلة (بني خولي) إحدى عزل مديرية (بلاد الطعام) وتقع في (الشرق) من المديرية وتحدها من الشرق مديرية مناخة "م/صنعاء" ومن الجنوب والجنوب الغربي عزلة جداجد وعزلة بني أعسر وعزلة بني عمر وعزلة بني شرعب، ومن الغرب مديرية برع "م/الحديدة"، ومن الشمال مديرية الحجيلة "م/الحديدة").
- بني شرعب: إحدى عزل مديرية (بلاد الطعام)،وتقع في (الشمال) من المديرية وتحدها عزلة بني خولي وعزلة بني عمر وعزلة المسخن من الشمال والشمال الشرقي ومن الشرق والشرق الجنوبي، وتحدها عزلة بني وقيد من الجنوب، وعزل العساكرة وبني نديب والعر والتالقة تحدها من الغرب والشمال الغربي).
-  بني عبدالكريم: إحدى عزل مديرية (بلاد الطعام) تقع في (الشرق) من المديرية،تحدها من الشرق بني أعسر ومن الجنوب بني الضبيبي  ومن الجنوب الغربي عزلة ذرحان ومن الغرب المسخن ومن الشمال بني عمر).
- بني عمر: إحدى عزل مديرية "بلاد الطعام" وتقع في (الشمال) من المديرية وتحدها من الشمال الشرقي عزلة بني خولي ومن الشرق عزلة بني أعسر ومن الجنوب عزلة بني عبدالكريم ومن الغرب عزلة المسخن ومن الشمال الغربي عزلة بني شرعب).
- بني نديب: مركز مديرية بلاد الطعام. وهي في منطقة جبلية بها عدد من الحصون والقلاع القديمة. كما تضم قرية "المراوح" وقرية "الماجل" و "المغربه".  
- بني وقيد: بفتح فكسر فسكون. مركز إداري من مديرية بلاد الطعام في ريمه. يقع في منطقة تشتهر بزراعة البن والحبوب والمنجه والموز. كما يعمل الزراع في تربية المواشي.  
- التالقة: مركز إداري من مديرية بلاد الطعام في ريمه، يشمل مجموعة قرى منها: الزريعي، المرخام، العرش، الجربه، الشرف، وغيرها. وتقع في (الشمال الغربي) من المديرية، وتشكل عزلة التالقة في الخريطة مثلثاً قاعدته تشكل الحدود مع برع في الشمال الغربي وساقه الجنوبي الشرقي مع عزلة بني شرعب وساقه الجنوبي الغربي مع عزلة العر.
- جداجد: إحدى عزل مديرية بلاد الطعام في ريمه، من محلاته: البطاح والصرم والجبل. يشتمل على حصون وقلاع أثرية كما تنتشر في عوارض الجبل المدرجات الزراعية التي تزرع الحبوب. وتقع جداجد في (الركن الجنوبي الشرقي) من المديرية ويحدها من الشمال مديرية مناخة "محافظة صنعاء"، ومن الشمال الشرقي مديرية الحيمة الخارجية "محافظة صنعاء"، ومن الجنوب الشرقي عزلة جعيرة مديرية السلفية، ومن الجنوب عزلة بني الضبيبي مديرية الجبين، ومن الغرب عزلة بني أعسر، ومن الشمال الغربي عزلة بني خولي).
- العر: إحدى عزل مديرية (بلاد الطعام) ويحدها من الشمال عزلة التالقة، ومن الشرق عزلة بني شرعب وعزلة بني نديب، ومن الجنوب عزلة العساكرة، ومن الغرب مديرية برع "محافظةالحديدة").
- العساكرة: مركز إداري في ريمة من مديرية (بلاد الطعام). تقع في (الغرب) من المديرية ويحدها من الشمال العر وبني نديب، ومن الشرق بني شرعب وبني نديب، ومن الجنوب بني حسن، ومن الغرب مديريتا السخنة وبرع "محافظة الحديدة").
- المسخن: بفتح فسكون ففتح. مركز إداري من مديرية بلاد الطعام من أعمال ريمة. يضم مجموعة قرى منها: المطيب، جبال الحسوه، الكداري، الحله، سبأ، حبيل الظاهر، وغير ذلك. ويحدها من الشمال والغرب عزلة بني شرعب، ومن الشرق عزلتا بني عمر وبني عبدالكريم، ومن الجنوب عزلتا ذرحان وبني وقيد).
وتعتبر مديرية بلاد الطعام من المديريات التي تشتهر بالزراعة حيث يعمل غالبية السكان في مهنة الزراعة ويقومون بزراعة أنواع مختلفة من الحبوب والخضروات والفواكه وكذا زراعة البن. كما يعمل الكثير من سكان المديرية في الحرف والمشغولات اليدوية التي تعتبر أحد مصادر رزق للعديد من الأسر فيها.
ويعتبر وادي الكداري أغنى وأخصب وديان المديرية ومياهه جارية طوال العام. واشتهرت بعض عزل مديرية بلاد الطعام بالعديد من الصناعات الحرفية كصناعة الملابس في قرية رضوة والأواني الفخارية في بني وقيد وفي وادي السوق وصناعة الحصير والسلال والأطباق من سعف النخيل في كل من بني حسن وقرية العرب في العساكرة. وللمديرية سوقان أسبوعيان هما سوق كدفان – يوم السبت – وسوق المعشور – سوم الأحد. وكان سوق كدفان الذي يقع في عزلة عبدالكريم من الأسواق الأسبوعية الهامة في منطقة ريمة.
من أهم المعالم الحضارية والتاريخية في مديرية بلاد الطعام
مديرية بلاد الطعام يوجد فيها العديد من المعالم الأثرية والتاريخية، والتي اندثر بعضاً منها وبعضاً منها لا زال قائماً، ومن المعالم التاريخية القائمة في المديرية: مسجد الحضن في ذرحان، ومسجد الحجير في بني وقيد. ومن أهم وأشهر الحصون والقلاع الأثرية في المديرية حصن المنامة في بني خولي، وحصن الطاعة في بني شرعب، وقلعة المصنعة وقلعة الزبرة في بني نديب، وبقايا حصن جب الجاهلي وفيه بعض البرك والمدافن وأساسات لمبانٍ ترجع إلى ما قبل العصر الإسلامي.
ونورد هنا بعض المعالم التاريخية والحضارية في المديرية، ومنها:
-جامع خرشبة الأثري: الذي يمتاز بالزخارف والنقوش الكتابية والهندسية الملونة التي تزين السقف والمحراب في بيت الصلاة، وقد ورد تاريخ بنائه في عبارة الفضل لله بنى مسجداً وسمسرة الحجير وقبة وضريح الشيخ شجاع الدين في العساكرة، وكان السكان وحتى قبل عشرين عاماً تقريباً يقومون بزيارة هذا الضريح.
-جامع القزعة: يعود بناؤه إلى القرن العاشر الهجري934هـ مشيد بأحجار الحبش، بابه وسقفه من الخشب العتيق، ارتفاعه يقدر ما بين خمسة إلى ستة أمتار، وطوله خمسة أمتار، وعرضه ما بين4 -4،5 متر، وبجانبه بركة للوضوء، وسقفه مزخرف بمصندقات خشبية مزدانة بزخارف نباتية وزخارف هندسية مرسومة بألوان عديدة، ومزين بزخارف أشرطة كتابة تتضمن آيات قرآنية وأدعية وأحاديث، وتذكر بعض المراجع أنه لا زال قائماً.
- جامع قرية المرواح: يعود بنائه إلى القرن الحادي عشر الهجري 1089هـ طوله7م وعرضه 5م وارتفاع 4م، والمبنى مبني بأحجار الحبش، وسقفه من الخشب العتيق، به مصندقات خشبية مزخرفة مزدانة بعدة زخارف، كما يحتوي على أشرطة كتابية تشتمل على بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأدعية، وفيه غرفة تستخدم لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، كما توجد في الجامع بركتان إحداهما للوضوء والأخرى للشرب، ولا يزال محافظاً على بنائه القديم.
-كهف عزلة المسخن: يقع على قمة جبل عزلة المسخن، يوجد فيه كتابات بلغة يمنية قديمة، ووجد به بقايا عظام سبعة أشخاص تبدو هيئتهم كأنهم قبروا منذ عصور قديمة.
-قرية الثوري: وهي عبارة عن بقايا أساسات لبنايات قديمة تهدمت، وقد عثر على حجر عليها كتابات بلغة يمنية قديمة، وبها مدفنان، واليها يأتي العديد من السياح الأجانب.
-قرية المكتوب: وتقع في عزلة الجداجد بمديرية بلاد الطعام ويوجد فيها صخرة كبيرة يزيد ارتفاعها عن خمسة أمتار وعرضها عن ستة أمتار عليها كتابات بلغة يمنية قديمة وتقع هذه الصخرة في واد منبسط وفي قمة الجبل بقايا أساسات لقرية قديمة.
-حصن دجرة: تحتوي عزلة بني عمر على مخزون من الأثار القديمة المهمة يحتويها حصن قديم يسمى دجرة، وفي هذا الجبل الكثير من البرك ومخازن الحبوب وخزانات المياه وغيرها من الأثار التي بحاجة إلى دراسة. ويذكر الأستاذ/ حيدر علي ناجي العزي في إحدى مؤلفاته أنها ربما تكون منطقة (ذي جرة ) التاريخية المشهورة، وأنها ربما تحرفت على الألسنة مع مرور الزمن  فصارت تنطق (دجرة)، وذي جرة هي دولة يمنية قديمة كانت معاصرة لدولة سبأ وذي ريدان وحددت بعض المصادر موقعها في سنحان، لكن وجود هذه القلعة بأثارها وإسمها قد تفتح احتمالات أن تكون دجرة تابعة لها.
من أعلام مديرية بلاد الطعام
-أبوبكر بن عبدالله الريمي: المتوفى عام (680هـ/ 1218م)، هو الفقيه أبوبكر بن عبدالله الريمي، من عزلة ذرحان بمديرية بلاد الطعام إحدى مديريات منطقة ريمة، كان فقيهاً ومدرساً. تفقه عليه جماعة كثيرون كأحمد بن سليمان الحكمي وعمه عيسى وغيرهما، درس في المدرسة التاجية التي لا تزال قائمة حتى اليوم في مدينة زبيد. ولما توفي وخلفه على التدريس بها ولداه الفقيه عبدالله بن أبي بكر والفقيه محمد بن أبي بكر. وكان عبدالله معيداً بها حينما كان والده يدرس بها ثم تخلى عنها لأخيه محمد فأقام بها مدة حتى عزله عنها قاضي زبيد موسى بن أيمن وعين بدلاً عنه محمد بن أبي بكر الناشري. وينسب بناء مسجد قرية الحصن في ذرحان إلى الفقيه أبي بكر الريمي ولا يزال المسجد قائماً.
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الموسوعة اليمنية)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية/ الشيخ علي بن الحسن الخزرجي/ عني بتصحيحه محمد بن علي الأكوع الحوالي/ مركز الدراسات والبحوث اليمني)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (موسوعة للقلاع والحصون في اليمن "تحت الطبع"/ للأستاذ الباحث أحمد الغراسي)، (إنشاء وتأسيس محافظة ريمة/ تأليف حيدر علي ناجي العزي/ الطبعة الأولى 2011م)، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م.أحمد غالب عبدالكريم المصباحي... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق