الخميس، 8 يناير 2015

مدينة عمران


بسم الله الرحمن الرحيم
الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة عمران
 محافظة عمران التي تجمع معظم الكنوز الحضارية في اليمن وبعض هجرها العلمية
والتي ولد وتوفي فيها الحسين بن أحمد الهمداني
فمن يك ذا جهلٍ بأيام حمير


وآثارهم في الأرض فليأتي ناعطاً

 (مدينة عمران)

إعداد/محمد محمد عبدالله العرشي
المقدمة:
أخي القارئ الكريم.. وبلادنا قد أوشكت على الانتهاء من مؤتمر الحوار؛ فإنني أوجه ندائي إلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار – وأعضاء مؤتمر الحوار، وجميع الساسة والمشائخ ورؤساء الأحزاب، وأنبههم جميعاً بأنهم لن يستطيعوا أن يحلوا كل مشاكل المجتمع اليمني الموحد التي تراكمت عبر القرون المنصرمة لأنها تحتاج إلى وقت طويل، والتي عبر عنها الأستاذ مطهر الإرياني – أطال الله عمره – بقوله:
ياقافلة عاد المراحل طوال


وعاد وجه الليل عابس

وإذا استطعتم أن تفرضوا هيبة الدولة، وتفعيل القوانين، والمحافظة على دماء اليمنيين وحرياتهم وحقوقهم، وتوفير الوقود من البترول والديزل، وأن تحُدّوا من تكرار الاعتداءات على الكهرباء والاغتيالات الفردية وقطع الطرق؛ فقد حققتم أكبر إنجاز وطني في عصرنا الحاضر، وبالتالي يحق لنا نحن اليمنيون أن نفتخر بأننا أرض الإيمان والحكمة، وباقي المشاكل نتركها للزمن وهو كفيل بحلها كما حل مشاكل كثير من الشعوب على المستوى العربي والإقليمي والعالمي. هذا ما تعلمناه من التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع.
وها نحن أخي القارئ الكريم نقدم لك مديرية عمران ومدينتها، وسوف تلاحظ الخلل في خريطة مديرية عمران التي تبين أنها تتكون من قسمين منفصلين عن بعضهما تماماً، وهو ما يحتاج إلى إصلاح، علماً أن هذا الخلل يوجد في معظم المحافظات الشمالية ويجب أن يصحح هذا الخلل من خلال الفحص عن أسبابه...
محافظة عمران
وردت في كتاب شمس العلوم لنشوان الحميري: ذو عَمُران: ملكٌ من ملوك حمير، وهو ذو عَمُران بن ذي مُراثد بن ذي سحر، وبه سُمِّي قصر عمران بالبون من أرض اليمن.
لم تعرف عمران كمحافظة إلا في العام 1998م حيث تم إعلان محافظة عمران بقرار جمهوري، قبل ذلك التاريخ كانت عمران مديرية تتبع محافظة صنعاء، وتضم محافظة عمران عدداً من المديريات هي: عمران المدينة، خمر، خارف، حوث، حرف سفيان، حبور ظليمه، جبل عيال سريح، جبل عيال يزيد، ريده، مسور، ذيبين، بني صريم، صوير، شهارة، قفلة عذر، ثلاء، السودة، العشة، المدان
تقع محافظة عمران شمال العاصمه صنعاء وتبعد عنها بمسافة حوالي (50 كم) تقريباً وتتصل المحافظة بمحافظة صعدة من الشمال، محافظة صنعاء من الجنوب، محافظتي حجة المحويت من الغرب، محافظتي الجوف وصنعاء من الشرق. تبلغ مساحة المحافظة حوالي (7971) كم2 تتوزع علي (20) مديرية بصورة متباينة وتعتبر مديرية حرف سفيان أكبر مديريات المحافظة تبلغ مساحتها (2782)كم2.كما تعد مديرية عمران أصغر المديريات من حيث المساحة (120)كم2. يبلغ عدد سكان محافظة عمران وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م (877.786) نسمه.
ومدينة عمران هي مركز المحافظة. وتعد الزراعة من أهم الأنشطة التي يمارسها سكان المحافظة، إذ تنتج العديد من المحاصيل الزراعية، أهمها الحبوب والخضروات، فضلاً عن الاهتمام بالثروة الحيوانية، وأهم مصانع المحافظة، مصنع أسمنت عمران (يقع مصنع اسمنت عمران في الشمال الغربي للعاصمة صنعاء وعلى ارتفاع 2200 م فوق سطح البحر، وأنشئ المصنع من أجل تلبية الاحتياج للاسمنت لمعظم محافظات الجمهورية،  وقد بدا إنشاء المصنع القديم عام 1979بطاقة تصميمية 500الف طن سنويا وتم افتتاحه عام 1982م.  ومع تزايد حاجة الســـــــــوق لمــــــــــادة الأسمنت  ونظراً لعدم كفــــــاية المنتج المحـــــــلي فقد برزت إلى السطح فكرة توسيع المصنع وزيادة طاقته الإنتاجية فتم إنشاء توسعة للمصنع وتجهيزها بتاريخ 2002م، وفي نهاية عام 2007 تم تشغيل الخط الإنتاجي الجديد). وتضم أراضي المحافظة بعض المعادن كالاسكوريا والبرلايت المستخدم في صناعة الأسمنت والعوازل الحرارية. وأهم المعالم السياحية والأثرية في المحافظة الجوامع الإسلامية، منطقة ظفار ذيبين المشهورة بجامعها العتيق. وتضاريس المحافظة متنوعة وتتميز بمناخ معتدل في فصل الصيف وبارد في فصل الشتاء.
مديرية عمران
وسنتطرق في هذا المقال لإحدى مديريات المحافظة وهي مديرية عمران  والتي تبعد عن العاصمة صنعاء بنحو 48كم شمالاً. وتتألف هذه المديرية من قسمين تفصل بينهما مديرية عيال يزيد وهما:
1- عمران (عزلة عمران): يحدها من الشمال مديرية جبل عيال يزيد، ومن الجنوب مديريتي عيال سريح وثلاء، ومن الشرق مديرية عيال سريح، ومن الغرب مديرية جبل عيال يزيد.
2- عمران (عزلة الأشمور): يحدها من الشمال مديرية السود، ومن الجنوب مديرية ثلاء ومن الشرق مديرية جبل عيال يزيد، ومن الغرب محافظة حجة (مديرية كحلان عفار). ومديرية مسور.
وتبلغ مساحة مديرية عمران (120كم2)، وتعتبر مدينة عمران هي مركز المديرية. وتضم المديرية (51) قرية تشكل عزلتين هما: الأشمور، عمران. وقد بلغ عدد سكان المديرية (96.200)نسمة في التعداد العام للسكان والمساكن عام 2004م.
ومديرية عمران تشمل القرى الآتية: عمران، الدرب، الجنات، القصر، بيت الفقيه، الضمي، المأخذ، بني الجرادي، الشيعة، الشذمة، بيت رياش، نجر، بيت شعلل، وادي هلهل، المذاب، وادي جبان، العروس، بئر الطيب، الحضيرة، وادي صلحان، معمر نجد، ذعوان (ذعوان ذُكرت في معجم البلدان للمقحفي أنها قرية في نواحي مدينة عمران، نُسبت إلى ذعوان بن الرحبة بن الغوث... بن سبأ الأصغر، ومن أعلام ذعوان المعاصرين الأستاذ/وليد محمد علي الذعواني من أسرة بيت سواد؛ سكرتير مكتبي والذي شاركني بصف وإخراج كتاب الإعلان وكتاب برهان البرهان اللذان يعتبران من إبداعات المؤلفين اليمنيين، وقد تفاعل مع الكتابين بروح الأديب والمحب للعلم والعلماء، كما يتناول معي أسبوعياً وجبة دسمة من تاريخ اليمن من خلال صف مقالاتي الأسبوعية التي أنشرها في صحيفة الثورة الغراء).
وتشتهر عمران بالكثير من الأودية منها: وادي عمران ومسيلاته، من وادي شبام، وكوكبان ومن شمال غرب همدان، ومن عيال سريح، ومن غرب عمران من جبال المصانع وجبل يزيد من غرب عمران والأشمور ومن حَمدَة، وحمدة موطن أثري قديم.
وفي عمران الكثر من الجبال: أشهرها: جبل عيال يزيد والأشمور، وهي سلسلة غرب عمران وتتصل بها جبال دَعان (ودعان هي المنطقة التي وقع فيها الإمام المرحوم يحيى حميد الدين اتفاقية الصلح مع الأتراك) ويَشيع وجبال ظهر حاشد... ومتوسط ارتفاعها 3آلاف متر من سطح البحر.. ثم جبال بني صريم شمال ريدة وورور وظفار وهي شمال ذيبين.
ثم جبل ناعط وهو جبل آثري كان أحد معاقل الدولة الحميرية، وقد نقلت منه أحجار أثرية قام بنقلها الإمام المرحوم يحيى حميد الدين إلى صنعاء عندما قام ببناء قبة المتوكل التي تنسب إليه وهي أعمدة مضلعة، ويبلغ طول العمود خمسة أو ستة أمتار.. كما قام بنقل بعضها إلى باب المدرسة العلمية (دار العلوم بصنعاء) التي قام بإنشاءها في بداية عهده، وموقع ناعط بالشرق من عمران على بعد 12كم.
وتزرع في عمران الكثير من المنتجات الزراعية، فأراضيها يزرع الحنطة (القمح) والشعير، والذرة وسائر الحبوب. ومن الفواكه العنب الذي يزرع في بني جُبر وهو مشهور على مستوى اليمن والجزيرة العربية ويسمى العنب الجُبري نسبة إلى المنطقة التي يزرع فيها حيث يعتبر من أجود أنواع العنب وأكثرها حلاوةً، وفي ناحية ريدة وذيبين يزرع البن بكثرة وفي ناحية السُّودة ومسور أيضاً.
مدينة عمران
تقع عمران في أعلى البون من جهة الغرب تقع مدينة عمران شمال غرب العاصمة صنعاء على بعد (50 كيلومتر)، في القاع الفسيح الذي يطلق عليه قاع البون، أسفل الهضبة التي تمتد منها جنوباً إلى حاز (همدان) يتخللها قرى وأودية عيال سريح ويحاذيها وادي (خزامر) الذي يدعى اليوم وادي نجر وقصر نجر نفسه جنوب غرب ويطل عليها من الغرب أيضاً جبال عمران التي هي جبل درب الموجمة عمران وجبل نجر وجبل حجز عمران وجبل المآخذ وقاعة وكل هذه الجبال ترتبط بجبل حضور الشيخ والمصانع والأشمور ويحاذي المدينة هضبة صافر التي اختارتها الدولة موقعاً لمصنع الأسمنت حالياً والذي يزود جبلها الأحجار التي صلحت لصنع الأسمنت وصافر هذا كان سوقاً قديماً لحمير في عهد آل ذي مراثد وذي سحر (سبأ). ويحيط بها من الشمال جبل جنات عمران.
 وتشتهر مدينة عمران بالأراضي الزراعية الخصبة لقاع البون الذي يزرع فيه الحبوب والبقوليات وبعض الفواكه مثل الرمان والفرسك والسفرجل ، وتسقى تلك المزروعات من الآبار الجوفية التي انتشرت مؤخراً بشكل كثيف ، ويتم تصريف مياهها بواسطة الآلات الحديثة.
ويقول النسابون وفي مقدمتهم "نشوان بن سعيد الحميري"، عن اسم عمران: أنه ينتسب إلى ملك من ملوك حمير، وهو "ذو عمران بن ذي مراثد" وبه سمي "قصر عمران"، ويعود تاريخ المدينة إلى فترة ما قبل الإسلام؛ فقد كانت حاضرة قبيلة "ذي مراثد" التي ذكرت في العديد من النقوش اليمنية القديمة التي عُثر عليها في خرائب المدينة، وفي المواقع الأثرية المجاورة لها، وتشتهر عمران بما حولها من مواقع أثرية غنية بمحتوياتها الأثرية المختلفة، حيث لا يخلوا محل أو جبل فيها من الآثار. ويحيط بالمدينة سور عظيم بنائه من الحجر (قرانيت) بشكل دائري مضلع وتخلل السور أبراج (نوبه) بشكل قلع صغيرة بين كل نوبة وأخرى مسافة مائة متر تنقص وتزيد بحسب المواقع وعددها عشر. وللمدينة بابان الأعلى وهو الغربي والباب الأسفل وهو الشرقي وكل باب لا يزيد عرضه على أربعة أمتار منفرج من مدخله ومنفرج من مخرجه بمساحة ستة أمتار تقريباً وثكنات من اليمين واليسار للحراس وفتحتان في الجانبين من المدخل بما يسع حارساً واحداً مستقيماً لمناوبة الحراسة كما هو في أبواب قصور القياصرة والأكاسرة.
ومدينة عمران اليوم مدينة تبدو متباينة بعض الشيء بالنسبة لمبانيها القائمة ، حيث تتكون من المدينة القديمة ، والمدينة الحديثة ، وتوجد الأولى داخل الأسوار القديمة التي أنشئت لأجل حمايتها قديماً ، أما الأخرى فهي خارج الأسوار ، وما يهمنا هنا هو التعريف بالمدينة القديمة ، التي يعود تاريخ المباني القائمة فيها إلى العصور الإسلامية ، فقد كانت هذه المدينة محاطة بسور من اللبن المخلوط بالتبن ، وقد تعرض للاندثار ، ولم يبق منه سوى بعض أجزائه وبوابتيه ، إذ تقع الأولى في اتجاه الشرق والأخرى في اتجاه الغرب ، وعلى جانبي هذه الأخيرة يوجد برجان دفاعيان ، كما لازالت هناك بعض الأبراج في أجزاء متفرقة من السور كانت تستخدم لأغراض الحراسة والدفاع عن المدينة ، أما بالنسبة لمباني المدينة فمعظمها مبنية من اللبن ، تتكون مـن ثلاثة إلى أربعة أدوار ، وهناك ـ أيضاً ـ مبانٍ مبنية بالأحجار المهذبة ، ويستخدم أهالي عمران الدور الأول من منازلهم كمخازن ومطابخ إضافة إلى مأوى للماشية بينما تستخدم الأدوار العليا للسكنى ؛ وعادة ما تقيم عدة أُسر في المنزل الواحد ـ أو بمعنى آخر أن العائلة المكونة من الأب والأم والأبناء المتزوجين يقيمون في مبنى واحد ـ كنوع من العادات الاجتماعية المتوارثة .
ومن أعلام مدينة عمران المعاصرين المرحوم الشيخ حزام الصعر، وقد ذكره العزي صالح السنيدار في كتابه (الطريق إلى الحرية) بقوله: "كان من الناقمين على حكم الإمام وكان من ضمن الوفد الذي سافر إلى اسطنبول وألتقى بالسلطان عبدالحميد". وقد سمعت  بعض المشاركين في ثورة 1948م بأنه قام باستقبال المساجين الذين أرسلهم الإمام أحمد إليه استقبالاً كريماً، واعتنى بهم عناية شديدة حتى أنه كان يطعمهم بيده لأن أيديهم كانت مقيدة، ولم يخش من الإمام أحمد وعسكره المصاحبين لهم.
ومن أعلام عمران أيضاً السفير المرحوم صالح محمد الصعر الذي ألف كتاباً عن تاريخ عمران والبون، والذي يعتبر من المصادر الهامة للباحثين والمهتمين بعمران.. وأتمنى من كل شخص قادر على الكتابة عن منطقته أن يحذو حذوه، وبذلك نستطيع جميعاً أن نخدم بلادنا ونحافظ على تراثها وتاريخها.
وبجانب هذه المدينة خلف السور غرباً قرية كان يسكنها اليهود قبل هجرتهم إلى فلسطين عام1948م، كما تنتشر في مدينة عمران القديمة العديد من مباني اليهود الذين كانوا يسكنون في المدينة ولكن معظمها اندثرت بسبب مغادرة اليهود للمدينة ولم يبق منهم سوى القليل الذين تعايشوا مع المسلمين وحقوقهم مكفولة.
وفي وسط المدينة توجد بئر قديمة طويت جدرانها بحجر البلق المنحوت ـ البازلت الفقاعي، وتاريخها يعود تقريباً إلى فترة ما قبل الإسلام كما تشير طريقة البناء المحكم للبئر.
وقد ذكر العديد من المؤرخين نقلاً عن " الهمداني " ، أن من بين خرائبها مبنى لقصر يطلق عليه " قصر عمران " ، وهو الذي تشغل خرائبه حيزاً كبيراً في وسط المدينة ، وقد أشار " الهمداني " إلى أنه " قصر عجيب " ، حيث ذكر أن من بنا القصر ومعه سور مدينة عمران لحمايته وحماية ساكنيه (أشوع بن أفرع بن الهميسع بن حمير بن سبأ (عبد شمس). وورد في كتاب (المسح السياحي ) والذي قامت بإعداده الهيئة العامة للتنمية السياحية أن هذا المبنى ليس قصراً، وأنهم يريدون أن يصححوا هذه المعلومة حول هوية هذا المبنى الذي عُثر في خرائبه على العديد من النقوش مكتوبة على ألواح برونزية، وكذلك النقوش الحجرية التي تزين واجهات المباني الجديدة في المدينة، إضافة إلى تماثيل وقطع أثرية أخرى، حي أن هذا المبنى في الأصل هو مبنى لمعبد كان مكرساً لإله "قبيلة ذي مراثد" أو كما تطلق عليه النقوش (ب ن و / م ر ث د م)، وهو الإله (المقة) – الإله الرسمي لدولة سبأ – ومعبده هذا كان أحد المعابد المنتشرة في أراضي عمران أو بشكل أشمل قاع البون وصنعاء وشبام كوكبان وغيرها من الأراضي الواقعة إلى الشمال من صنعاء، وكان هذا المعبد يحمل اسم (هـ ر ن)، ويتميز هذا المعبد عن غيره من المعابد بالنسبة لطقوسه الدينية فمعظم المتعبدين فيه يطلبون من الإله (المقة) أن يمنحهم الأولاد الذكور، وتؤكد النقوش بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا المبنى هو بالفعل مبنى لمعبد كان يطلق عليه اسم ( هـ ر ن ) وليس قصراُ كما جاء عند " الهمداني " الذي كعادته كلما وجد مبناً أثرياً ضخماً يطلق عليه مصطلح (قصر) وخاصة تلك المباني الدينية التي تنتشر في قمم الجبال المشرفة على قاع البون ، والتي توجد ـ غالباً ـ على قمم وسفوح الجبال وغيرها ….
ولم تعتبر عمران مدينة إلا بعد أن حازت على ما كانت تتميز به المدينة من الريف وذلك بتواجد حمام وسوق ومساجد، ومن مساجدها الجامع الكبير والذي بدأ ببنائه مسعود بن سالم وتبعه أبو طالب بجانبه وثمة مسجد الشعبة في الطرف الشرقي من المدينة بنته امرأة من شعب أرحب، وكذا مسجد السيد يحيى وهو من المآخذ أحد أشرافها الذين ينسبون إلى العباس بن علي بن أبي طالب، ومسجد آخر خارج المدينة يسمى مسجد المهدي عباس والذي بناه سكان عمران بدعوة من الشيخ العلامة محمد محسن الصعر وبجهودهم جميعاً وما سمي بمسجد المهدي إلا وفاء من أهل عمران للمهدي عباس الذي أوقف لهذا المسجد أراض زراعية غاليه وهامة.
وقد توسعت هذه المدينة حيث التقت بالقرى التابعة لها وهي ما تسمى بـ(المكتب)، وتعد مدينة عمران من أهم المواقع الاستراتيجية لحصانتها وخصب أراضيها ووجود المياه في أبار كثيرة داخل المدينة وخارجها وقد بلغ عدد الأبار إلى عام 1951م مائة و أحد عشر بئراً كل بئر تدعى باسم الأسرة التي حفرتها وتملكها. كل هذه الآبار كانت تنضخ بالحبال والبقر والحمير، قبل وجود المضخات التي وردت عام 1950-1951م أما في عصرنا الحاضر من بعد ثورة 1962م فقد استغنت مدينة عمران وضواحيها بالآبار الإرتوازية التي تنضخ المياه الجوفية. وأما تلك الآبار فقد نضبت ولم يبقى إلا أثارها.
صفة قاع البون:
هو قاع فسيح - سهل فسيح - ، يمتد من جنوب مدينة عمران إلى شوابة في الشمال وتبلغ مساحته ( 60 × 6 كيلومتراً ) تقريباً ، ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي (2100 متر ) تقريباً. ويقول " الهمداني " عن سبب قلة المياه السطحية في قاع البون : " وربما أسنت البون جميعها مع بلد الصيد وبلاد الخشب، وعدمت عندهم المياه فرجعوا جميعاً إلى بئر قصر (تلقم) في ريدة، فقامت بهم وحملتهم تغرف الدلاء منها الليل والنهار ولا تزداد على الغرف إلا جماماً " وبغض النظر عن ما ذكره الهمداني عن بئر ( تلقم ) في ريدة إلا أننا يجب أن نعرف أن معظم أراضي قاع البون، إن لم نقل كلها، تستخدم المياه الجوفية في زراعتها حيث لا يوجد فيها ينابيع أو وديان غزيرة في الوقت الراهن، وأراضي قاع البون أراضي زراعية خصبة جداً، تزرع فيها الحبوب بأنواعها والعنب، والبطاط، وغيرها من الخضروات.
ومن المراجع التي رجعنا إليها عند إعداد هذا المقال:  (تاريخ مدينة عمران والبون/ صالح محمد الصعر/الطبعة الأولى2003م مركز عبادي للدراسات والنشر)، (نتائج المسح السياحي في الفترة 1996-1999م)، (معالم الآثار اليمنية/ إعداد المرحوم القاضي حسين أحمد السياغي/ من إصدارات مركز الدراسات والبحوث اليمنية – صنعاء)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (صفة جزيرة العرب/ للهمداني)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للعلامة المرحوم محمد الحجري)، (الموسوعة السكانية/للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (الموسوعة اليمنية/ من إصدارات مؤسسة العفيف الثقافية)، (اليمن دراسة موجزة للمحافظات/ تأليف المرحوم الأستاذ عبدالله بن أحمد الثور/ مطبوعات مطبعة الاستقلال الكبرى – القاهرة)، (شمس العلوم/ للعلامة الموسوعي نشوان الحميري)، (لسان العرب/ لأبن منظور)، (الإكليل/ للهمداني/ من إصدارات وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء/ مطبوعات 2004م)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م)، (الطريق إلى الحرية.. مذكرات العزي صالح السنيدار/ من إصدارات وزارة الثقافة والسياحة 2004/)،  (اليمن الكبرى/ للمرحوم العلامة حسين بن علي الويسي)، ومن المراجع الالكترونية موقع المركز الوطني للمعلومات (www.yemen-nic.info)، موقع مصنع إسمنت عمران على الإنترنت www.yemen-cement.com.ye/Arabic/Amran.php)، (موقع موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت)،



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق